Site icon IMLebanon

“سكة حديد السلام” بين الخليج واسرائيل: لهذا اُسقط مرفأ بيروت؟

في إطار الإعلان الثلاثي المشترك وخريطة الطريق نحو تدشين التعاون بين دولة الإمارات وإسرائيل، انطلقت أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات حيث يزور وفد من الولايات المتحدة وإسرائيل، أبوظبي اليوم.

ومن المتوقّع ان يُستتبع هذا التطبيع بخطوة من قبل دول عربية اخرى لتحقيق “مشروع السلام العادل والشامل والنهائي في المنطقة وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي“.

وتم التمهيد لإتّفاق السلام بين ابو ظبي وتل ابيب باعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية العام الماضي عن تفاصيل مشروع للسكك الحديدية يربط اسرائيل بالخليج العربي.

 ويهدف المشروع حسب الخارجية الإسرائيلية إلى ما وصفته بتعزيز السلام الإقليمي ورفع حجم التجارة مع دول عربية وصفتها بالمعتدلة.

واطلقت اسرائيل على هذا المشروع، “سكة حديد لسلام اقليمي”، اشارت فيه الى تواصل تجاري بين الشرق والغرب عبر سكة حديدية للتهرب من النفوذ الايراني والمضايقات عبر  المعابر والمضائق والممرات البحرية وجعل خطوط التجارة بين الشرق والغرب امنة، وارفقت اسرائيل المشروع بخرائط عن حركة التواصل بين الشرق والغرب.

وينطلق المشروع من جسر بري من اسرائيل ويكون الاردن مركزا اقليميا، وتقوم شبكة سكك حديدية اقليمية بنقل البضائع والمسافرين بين اميركا واوروبا والمتوسط والغرب والسعودية ودول الخليج في الشرق. وتتمخض المبادرة عن طرق تجارة اقليمية اقصر وارخص واكثر اماناً.

ويدعم المشروع اقتصاد الاردن والسلطة الفلسطينية والسعودية ودول الخليج وفي المستقبل العراق ايضاً. ولا يمكن في هذا الاطار فصل القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة الاردنية منذ ايام بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي لتعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري والإستثماري بين الأردن ومصر والعراق كما جاء في البيان المشترك، عن مشروع سكة حديد لسلام اقليمي“.

كما ستعزز المبادرة النشاط في الموانئ الاسرائيلية وتحفّز اقتصادها. وبفضل البنية التحتية القائمة في اسرائيل والسعودية ودول الخليج سيكون تنفيذ المبادرة عبر جداول زمنية قصيرة نسبياً. ويعتمد قطار الوادي بين حيفا وبيت شيئان على الطريق التاريخي لسكة حديد الحجاز وتم افتتاحه عام 2016.

وسيتم تمديد الخط الى الحدود مع الاردن، الى معبر الاردن، الشيخ حسين، والى معبري الجلمة وحنين حيث سيتمكن الفلسطينيون من التلاحم  بالخط في اتّجاه غرب وشرق الى الاردن والسعودية ودول الخليج على نحو يشجّع النمو الاقتصادي والتشغيل في السلطة الفلسطينية. وفي الاردن سيتم بناء ميناء حديث للبضائع لاستخدامه في ادارة البضائع ونقلها الى المنطقة باكملها مع انتاج قيمة مضافة ومساهمة كبيرة في اقتصاد المملكة. وتتضمن شبكة السكة الحديدية السعودية بالفعل خطاً بين الشمال والجنوب يربط الحدود الاردنية السعودية بالخليج.

ويتوقّع ان تكون الزيادة الكبيرة في حجم التجارة الاقليمية ما يجعل المبادرة مربحة في غضون عقد من الزمان. ويضمن المشروع العوامل الرئيسية التي تساهم في الزيادة المتوقعة في التجارة الاقليمية وتوقعات النمو المتسارع وتطور قطاعات تصدير جديدة في السعودية ودول الخليج واعادة بناء الاقتصاد العراقي. ومن المتوقع ان تصل الامكانيات التجارية للجسر البري الى 250 مليار دولارلغاية 2030 اي اربعة اضعاف حجم التجارة التي تمر عبر الموانئ الاسرائيلية حالياً.

وفي خلفيات واهداف هذه المشروع، اعتبرت اوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية” ان حركة البضائع في الطرق البرية بالقطار تلتف على المخاطر الامنية الايرانية في مضيق هرمز وباب المندب. ومن الناحية الاستراتيجية من شأن المبادرة ان تعزز محور الدول المعتدلة في المنطقة فضلاً عن العلاقات بين العرب واسرائيل عبر التجارة والاقتصاد بالتزامن مع العلاقات الدبلوماسية والزيارات”.

اما عن دور لبنان في هذا المشروع، فاشارت الاوساط الدبلوماسية الى “انه كما يبدو سيكون خارج “سكة حديد السلام” في المنطقة بعدما اُسقط دور مرفأ بيروت الاستراتيجي التاريخي في المتوسط. من هنا يمكن فهم ابعاد تدمير مرفأ بيروت الاقدم على المتوسط الذي شكّل بحسب المعطيات ومواقف مسؤولين اساسيين في لبنان منفذاً لايران لتزويد حزب الله بالسلاح”.