Site icon IMLebanon

لهذا السبب سيزور ماكرون فيروز…

الحدث المرتقب في بيت فيروز، والأصح ربما القول إن فيروز هي الحدث في الزيارة الثانية لرئيس فرنسا ايمانويل ماكرون للبنان خلال اقل من شهر.

لا غرابة، ففيروز هي ذاكرة اللبنانيين وتجسد بصوتها وأغانيها الوطن الحلم حيث كرامة الإنسان هي قبل كل شيء. «موعد على فنجان قهوة مع فيروز»، هكذا عرّف ماكرون لقاءه الأول على جدول أعمال الزيارة، وهو الذي يطأ في السادسة والنصف من مساء اليوم أرض مطار رفيق الحريري الدولي ليقصد مباشرة منزل السيدة فيروز في الرابية والذي لا تغادره إطلاقا ولا تلتقي فيه إلا قلة قليلة جدا من المقربين.

الرئيس الفرنسي الذي زار لبنان قبل نحو شهر بدا حينها وكأنه أراد أن يمهد لرغبته بلقاء فيروز وتكريمها حين ختم كلمته بعد جولته الخاطفة في بيروت المنكوبة بعد انفجار المرفأ، بعبارة «بحبك يا لبنان» بالعربية وهي ليست إلا عنوان واحدة من أشهر أغنيات فيروز، وكأنه منذ ذلك الحين أراد أن يبعث برسالة حب وصداقة لشعب لبنان وللرمز الأول من رموز الفن فيه الذي يلتقي اللبنانيون على حبه في وقت تفرقهم السياسة بسلطتها وتسلطها وفشل رموزها.

ويقول اختصاصيون في علم السياسة إن قرار الرئيس ماكرون باستهلال زيارته الثانية للبنان بلقاء السيدة فيروز هو قرار ممتاز باعتبارها أكثر وجه لبناني يحظى باحترام اللبنانيين وتقديرهم وحبهم وهو ما يتناقض تماما مع نظرتهم الى الطبقة السياسية الحاكمة، معتبرين أن رمزية اللقاء يمكن اختصارها بالقول إن فرنسا برتبة رئيس هي في ضيافة فنانة أسطورة برتبة وطن.

الشاعر هنري زغيب وهو من الرعيل القديم الذي رافق الأخوين رحباني والسيدة فيروز في مشوارهم الطويل يقول إن ماكرون وفي زيارته الأولى للبنان انتقل من المطار مباشرة الى حيث بيروت المنكوبة، أما في زيارته الثانية فهو ينتقل من المطار الى حيث بيروت الموهوبة، وسينتقل مباشرة الى بيت فيروز وهو المأخوذ بصوتها منذ وقفتها الملكية على مسرح الأولمبيا الباريسي أو مسرح بيرسي، وقد ترجم له أحدهم رائعتها الباريسية التي تناجي فيها عاصمة بلاده بحنان وحنين: «باريس يا زهرة الحرية، يا دهب التاريخ يا باريس، لبنان باعتلك بقلبي سلام ومحبة، وبقلك لبنان رح نرجع ونتلاقى عالشعر وعالصداقة، عالحق وكرامة الإنسان».

وتربط فيروز بالدولة الفرنسية علاقات صداقة متينة توطدت في العام 1975 عندما ظهرت للمرة الاولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج «سبيسيال ماتيو» التي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو، وقدمت آنذاك رائعتها «حبيتك بالصيف»، واتخذت العلاقة شكلا أعمق خلال الحرب اللبنانية عندما أقامت فيروز حفلا ضخما في الأولمبيا في باريس عام 1979 وغنت يومها «باريس يا زهرة الحرية». ونالت فيروز أرفع الاوسمة الفرنسية، منها وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران عام 1988، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1998.

أما تكريم ماكرون لفيروز فسيكون من خلال منحها وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا استحدثه القائد التاريخي نابليون بونابرت.

وبالعودة الى ما رشح عن تفاصيل لقاء فيروز ـ ماكرون، فإن المعلومات قليلة جدا لاسيما أن ابنة فيروز ريما الرحباني لطالما عرفت بتكتمها على كل ما يتصل ويحيط بوالدتها، حتى أنها طلبت ألا تشهد الصحافة بأم العين على هذه الزيارة التاريخية لاسيما أن فيروز لطالما أحاطت نفسها وحياتها بهالة خاصة وغموض كبير لم يستطع أحد خرقهما، لذا فإن ما سيوزع ويعرف عن الزيارة سيكون من خلال ريما الرحباني رفيقة فيروز والمتحدثة الوحيدة باسمها.