IMLebanon

ماكرون يلوّح بالعقوبات: شهران لتنفيذ الوعود

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن بلاده “لن تدير ظهرها أبدًا عن مساعدة لبنان”، مضيفًا “أننا لن نغض الطرف عن ضرورة تقديم الدعم للشعب ولن نتوقف عن الاهتمام بالأزمة اللبنانية”.

وقال ماكرون، في مؤتمر صحافي من قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان: “فرنسا تحركت مباشرةً بعد انفجار بيروت على كل الصعد ونشطت لتقديم الدعم عبر خط بحري وجسر جوي لإيصال مساعدات ومتطوعين”.

وأشار إلى أن “700 عنصر من الجيش الفرنسي انتشروا وعملوا بالتعاون مع منظمات غير حكومية على الأرض في بيروت، كما عمل قسم منهم على مؤازرة الجهات المعنية في التحقيق في انفجار المرفأ والتعاون يجري بشكل جيد للغاية وقد حصلت اجتماعات وتبادل للقدرات بين الأجهزة”.

وأكد أن “الدعم يجري بشفافية عالية لمصلحة الشعب عبر المنظمات غير الحكومية اللبنانية، وهناك مساعدات كثيرة في طريقها إلى لبنان آتية عبر قنوات الأمم المتحدة”، لافتًا إلى أن “هناك شائعات لم نتأكد من صحتها بعد تفيد بأن جزءًا من المساعدات التي تأتي من خارج إطار فرنسا والاتحاد الأوروبي استفادت منها جهات معيّنة”.

وكشف ماكرون أن بلاده ستقدّم 7 ملايين يورو إلى مستشفى رفيق الحريري “الذي يقوم بعمل استثنائي في مكافحة كورونا”.

وأضاف: “التربية والتعليم هي أولية قصوى وعدد كبير من الشبان والتلاميذ الذين التقيتهم اليوم قالوا إنهم يخشون من المستقبل، ونسعى إلى تعزيز دورنا على هذا الصعيد وتقديم الدعم إلى العائلات التي تأثرت في الانفجار”.

وتابع: “سنرافق عملية إعادة إعمار مرفأ بيروت الذي يصب في مصلحة الشعب اللبناني، وسنعمل على الحفاظ على الإرث اللبناني وحماية المقرات التاريخية والدينية والمساعدة في ترميم وزارتي الخارجية والثقافة”.

وأعلن ماكرون أنه اقترح مع الأمم المتحدة تنظيم مؤتمر في نهاية شهر تشرين الأول لدعم لبنان.

وأردف قائلًا: “تباحثنا اليوم في أجندة الإصلاح وعلى اللبنانيين والمسؤولين أن يأخذوا عبرة من المأساة التي حصلت في بيروت، وأنا لم آت اليوم لأجلب إنذارًا انما عدت لمساعدة لبنان ومرافقته إلى مستقبله”.

ولفت إلى أن “الجميع التزم تشكيل حكومة خلال أيام عقب تكليف رئيس لها مع شخصيات كفوءة ودعم كل الأطراف السياسية لها، وما طلبتُه بإلحاح هو أن يتم تأكيد ما التزمت به كل القوى السياسية بألّا يأخذ تشكيل هذه الحكومة أكثر من 15 يومًا”، مؤكدًا “أننا حصلنا على موافقة الجميع اليوم على خارطة طريق وعلى اللاعبين اللبنانيين الاتفاق على طريقة تنفيذ هذا البرنامج”.

وتابع: “سررت وقد رأيت حماس الجميع للعمل والإنجاز وبعض المواعيد سيتم تأجيلها إلى حين تشكيل الحكومة وإعطائها مدة زمنية للبدء بالعمل، وأتعهد بالبحث عن دعم دولي وهذا هو دور فرنسا”، مشددًا على أن “إذا كان السياسيون في لبنان عند التزاماتهم فسنفي بالتزاماتنا”.

وأكد ماكرون “أننا لن نقدم للبنان شيكًا على بياض اليوم”، متوقّعًا أن “تنفّذ الحكومة اللبنانية الوعود خلال ثمانية أسابيع”.

وردًا على سؤال حول فرض عقوبات، أجاب: “الثقة هي مشكلة الآخر وأنا أمنح الثقة اليوم وإذا في نهاية تشرين الأول لم يف المسؤولون اللبنانيون بما التزموا به اليوم في هذا العقد فسأكون واضحًا أمام المجتمع الدولي والشعب اللبناني، وإذا ضلعت السلطات اللبنانية في الفساد فقد تكون هناك عقوبات”.

وردًا على سؤال، أشار ماكرون إلى أن “اجتمع بالرئيس المكلّف تشكيل الحكومة مصطفى أديب وتبيّن أنه على الصعيد السياسي يتمتع بدعم كبير وأن سيرته الذاتية تظهر مهنية واعدة”.

وأضاف: “الرئيس المكلّف يعرف أنه لا يُنظر إليه على أنه الرسول والبعض لا يراه المنقذ ليس لما يمثله بل لأنه نتيجة تعيين من قبل القوى السياسية التي كانت واضحة بدعم حكومة اختصاصيين ومهنيين ولن تتطلّب أشهرًا للتشكيل، ونحن ننتظر البرنامج الحكومي وتصديق الإصلاحات مع جدول أعمال واضح”.

وعن “حزب الله، قال ماكرون: “لا أتحدّث عن “حزب الله” بتشكيلته الإرهابية، بل أتحدث عنه بتشكيلته السياسية والبرلمانية، وهو قوى موجودة في مجلس النواب وربما قوى أخرى لم تستطع إدارة البلد بشكل أفضل، و”حزب الله” يمتلك قدرة لا تملكها القوى الأخرى، وهذه الصراحة والوضوح. أعمل بكل براغماتية، أتحدث عن المبادئ وأعرف ما هو الأفق والطريق التي سأسلكها”.

وتابع: “أؤمن في سيادة الشعوب، وأعتبر نفسي جزءًا من لبنان، وأعتقد أن مصيرنا مشترك، والجديد يجد صعوبة بالظهور والقديم لا يزال مرسّخًا”.

وأعرب ماكرون عن اعتقاده بأن “الإمكانات والاحتمالات موجودة للخروج من الحلقة القديمة بالإرادة والضغط بتطبيق الإصلاحات لإعطاء الطاقة للشعب اللبناني وتغيير النظام السياسي لتحقيق طموح الشعب”.

وتمنى أن “لا نترك سياسة الأسوأ تتنصر والبعض يراهن على ذلك، وقد تكون فترة انهيار لبنان وسأعمل إلى جانبكم لمنعها”.

وأردف قائلًا: “أعرف أن هذا النظام الديمقراطي الذي انتخبه لبنان، ولن أعيّن زعماء أو قادة وإلا أكون أتجاهل السيادة اللبنانية وقد تجاهلها في السابق زعماء آخرون”.

وأكد أن “ما تحلمون به غير موجود ولا أستطيع تقديمه لكم، ولكن نستطيع إعادة البناء خطوة بخطوة واستعادة الثقة وإلا سيكون هناك اليأس، والجميع في لبنان لديهم القدرة الآن لابتكار شيء جديد”.

وردًا على سؤال عن لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أجاب ماكرون: “التقيت بالبطريرك الراعي وتحدثنا عن الوضع في لبنان وتحدث عن مبادرته حول الحياد الناشط ولدى البطريرك النية للتقدم بالموضوع، وأبلغته بأن فرنسا ملتزمة بهذا الفكر”.

أما عن لقائه فيروز فقال: “شعرت بالرهبة عندما كنت في حضرتها وصوت فيروز ليس أكسسوارًا في مثل هذه الأزمات وهي تعطي شيئًا من لبنان الحلم وصوتها لا يزال مهمًا حتى هذا اليوم”.