علمت وكالة “أخبار اليوم” أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أبدى لرئيس الجمهورية ميشال عون ارتياحه لطرح اقامة دولة مدنية في لبنان.
وبحث الطرفان خلال الخلوة التي عقدت في قصر بعبدا، الملف الحكومي وتكرار للموقف الفرنسي المشجع على الاصلاحات لحصول لبنان على دعم المجتمع الدولي.
كما تطرق عون وماكرون، وفق الـOTV، الى امكانية عقد مؤتمر اقتصادي نهاية تشرين الثاني او في كانون الاول يخصص لدعم لبنان تشارك فيه دول عربية واجنبية ويندرج ضمن خطة النهوض الاقتصادي ويكون مكملا لمؤتمر سيدر.
وقال ماكرون في الغداء الذي أقيم في القصر الجمهوري: “شكرا لرئيس الجمهورية، شكرا لكم ايتها السيدات والسادة على استقبالكم لنا مع الوفد الذي يرافقنا، نحن سعداء ان نكون معكم اليوم. والوفد الذي يرافقني مكون من وزراء ونواب وعدد من الدبلوماسيين ومن كبار الموظفين، إضافة الى عسكريين وفنانين واشخاص مهتمين بالشأن الانساني ومقاولين. وهذا ما يدل على غنى العلاقات التي تجمعنا ويعبر عن إرادة فرنسا بأن تكون الى جانب لبنان اليوم”.
وأضاف: “كما ذكرتم فخامة الرئيس، نحن هنا لمناسبة ذكرى هامة نحيي فيها مئوية لبنان الكبير، وهي تقع بعد أيام قليلة من الانفجار الرهيب الذي وقع في 4 آب المنصرم، وكان بمثابة صورة معبرة عما كان يحصل منذ زمن بعيد. لقد ذكرتم عبارات الجنرال غورو، لمناسبة إعلانه دولة لبنان الكبير: امل وافتخار. ولكن في هذه الكلمة المختصرة التي قالها يومها، كانت هناك دعوة لكل واحد لكي يترفع فوق مصالحه الخاصة، وكانت هذه الدعوة وحدها بمثابة الفكرة الأساسية لكلمته. وهي دعوة لما تزل حديثة بما تحمله من عبر وقسوة. انا لا اعرف ماذا ستحمله الأسابيع والاشهر المقبلة، لكنني اعرف امرا واحدا فحسب، وهو انه اذا لم تتحقق هذه الدعوة للترفع فوق المصالح الخاصة، ولو بعد مئة عام على اطلاقها، فإنه سيكون قد تمت خيانة الوعد، لأن بلدكم هو بحد ذاته وعد لنفسه، كما انه وطن شقيق وصديق لوطننا”.
وأكد أن “هذه الصداقة لا تتم المصادقة عليها من خلال تواريخ والتزامات ومصائر متقاطعة فحسب، ولو كان كل ذلك في غاية الأهمية، من خلال مصير العديد من النساء والرجال في حقول الفن والفكر المعاصرين او السابقين، إضافة الى العديد من المستثمرين الحاليين منهم والسابقين أيضا. انما هناك اكثر من ذلك في الرسالة التي يشكلها لبنان وهو في قلب فرنسا: عشق غير مشروط للحرية وتعلق بالمساواة بين المواطنين، إضافة الى ارتباط بما نسميه تعددية، وهو يعني في العمق الاعتراف انه إذا ما قررنا ان نكون مواطنين في دولة واحدة، أيا كانت عائلتنا وايا كان ديننا وايا كانت مصالحنا، فإننا قبل شيء مواطنون في هذا البلد وفق رابط يجمعنا بما هو كوني له الاعتبار الأول. وهذا ما يجعل، اليوم بشكل خاص، وتحديدا في هذا المنطقة بالذات، رسالة لبنان ترتدي أهمية اكثر مما كانت عليه قبل مئة عام، لأنكم، من دون أي شك، آخر من يحمل هذا الإرث. وأن ينجح ذلك اليوم من قبلكم، في وقت ربما لم ينجح من قبل آخرين، قبلكم وفي ظروف اسهل، فسببه انتم لأنكم انتم، تحققون ذلك وفي ظروف اشد قسوة تبلغ حد المستحيل”.
وختم: “نحن سنكون هنا وفق الصداقة عينها وروح الأمانة وحدها: امانة في هذا التاريخ وما يجمعنا من خلاله، وفق التزام بالسيادة والعشق غير المشروط للحرية. هذا ما رغبت في قوله لكم في هذا اليوم الذي هو بمثابة احتفال، ولكن ارجو من كل قلبي ان يشكل بداية لعصر جديد. عاش لبنان الكبير، عاش لبنان، عاشت الصداقة بين فرنسا ولبنان”.