أشار مصدر مُطَّلِع الى أن “الموقف الإسرائيلي من تواجُد إيران و”حزب الله” في سوريا واضح، مع العلم أن دورهما ما عاد كما كان عليه خلال فترة قتال الإرهابيين على جميع الأراضي السورية. أما الضربات الإسرائيلية على سوريا، فهي من ضمن الأُطُر المرسومة لعَدَم الوصول الى توتّر كبير يؤدي الى حرب شاملة بين سوريا وإيران وإسرائيل”.
ورسم المصدر في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” خريطة أمنية لكلّ المستجدات التي تحصل على مستوى المنطقة في الآونة الأخيرة، فرأى أن “الهدف من التطبيع الإماراتي – الإسرائيلي هو بدء العمل على انحسار الدور الأميركي المباشر على مستوى الشرق الأوسط، للتفرّغ لملفات الشرق الأقصى، والاستعاضة عن دور واشنطن المباشر هنا بحلفائها، وذلك رغم أنها لن تغادر منطقتنا بالكامل. ومن هذا الباب، تجهد الإدارة الأميركية في تأمين أكبر قدر من التفاهم بين الدول الخليجية وإسرائيل”.
ورأى المصدر أن “زيارة شينكر بيروت تتعلّق بدور لبنان المهمّ في رسم الخريطة الجيو – سياسية الجديدة التي تُحضّر لمنطقة شرق المتوسط ، بتسوية أميركية – فرنسية – روسية – تركية – إيرانية، تتفاوت نسبة تأثير هذا الطرف أو ذاك فيها، بحسب قدرته والواقع الخاص به. فروسيا موجودة في سوريا، بطريقة مباشرة، مع الطرف الإيراني، فيما تعمل الولايات المتحدة حالياً على إبقاء دورها من خلال اتفاقات وتحالفات بين الدول العربية وإسرائيل، كنوع من التوازن بين واشنطن وموسكو وحلفائهما في المنطقة”.
وقال:”روسيا موجودة أيضاً في البحر المتوسط، وهي تنسّق مع فرنسا وألمانيا من أجل مسار الحلّ في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة، كتلك التي يُعمَل على تشكيلها حالياً”.
وأضاف: “إذا تمّ الإعلان عن سقوط قتلى من “حزب الله” رسمياً، في القصف الإسرائيلي على سوريا، فهذا يعني أن تل أبيب ترفع التحدّي، بالإضافة الى مؤشّر على أن جميع الأطراف يجرّون “الحزب” الى حرب مع إسرائيل”.
وتابع: “النّزاع في لبنان وسوريا نفطي، تتحدّد من خلفه معالم السياسة. أما في غرب المتوسط، نجد أن ليبيا تحوي أيضاً ثروة نفطية. ومن هذا الباب، نرى أن الصّورة الأمنية متشعّبة، وهي ستتعقّد أكثر مستقبلاً، انطلاقاً من أن فرنسا وأوروبا لن تسمحا بالتمدّد التركي في المنطقة، فيما يقع لبنان بين الجميع”.