كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
كشفت فحوصات الـpcr في مختبرات خاصة، أجراها مصابون مفترضون حسب وزارة الصحة، فضيحة أرقام الوزير حمد حسن التي يعلنها يومياً، وترك لها هامش الخطأ حتى الـ 5 في المئة، ليأتي الخطأ مئة في المئة، ويفتح الباب على واقع أكثر تأزّماً، نتيجة تمادي هذه الأخطاء للمساعدة في توسيع دائرة عدم ثقة المواطن بكلّ الإجراءات والقرارات المتّخذة، فيقع المواطن ضحية التراخي في انتشار الفيروس.
فقد عاش أهالي بلدة قبّ الياس والقرى المجاورة حالة هلع فعلي نتيجة فحص “كورونا” إيجابي (ايجابي خفيف حسب ردّ وزارة الصحة) وسلبي مرة ثانية، لـ 15 شخصاً كانت أعلنت الوزارة أنّهم مصابون بالفيروس، بفارق يومين بين النتيجة الأولى والنتيجة الثانية، ما أرخى على بعضهم واقعاً تشكيكياً بوجود “كورونا”، وزاد في خوف البعض الآخر من انتشار الوباء، في اعتبار ان البلدة مكتظّة سكانياً وتُعدّ مجمّعاً لنحو 40 الف نازح سوري بين مقيمين في وحدات سكنية ومخيمات عشوائية، مما يشكل كارثة صحية انسانية في حال فتك الوباء بها.
ويؤكد مختار البلدة صلاح طالب أنّ الخطأ في الفحوص “ليس أمراً بسيطاً، ولم يكن خطأ واحداً من اصل 15 اصابة، بل 15 من اصل 15، وهذا بحدّ ذاته جريمة ويدعو الى التشكيك بوجود المرض”. وقال لـ”نداء الوطن”: “ما حصل معيب بحقّ وزارة الصحة، فالبلدة عاشت حالة لم نشهدها من قبل، حتى أجرى أحد المواطنين فحصاً في مختبر خاص في زحلة، لأن لا عوارض عليه، فأتت النتيجة الثانية سلبية. على أثرها، أجرى الآخرون فحوصات في مختبرات الجامعة الاميركية وفي زحلة، فأتت نتيجتهم سلبية ايضاً وخالية من فيروس “كورونا”، وبالرغم من ذلك، البلبلة والخوف يسودان في البلدة”.
هاني قزعون، أحد الذين أتت نتيجته إيجابية، يروي لـ”نداء الوطن” انه بعد مرور ثلاثة أيام على فحصه، أتت النتيجة عبر جدول وزّعته البلدية، وكان إسمه من ضمن المصابين، ليكشف عن تقريرين له من مختبرين، تقرير من وزارة الصحة يؤكّد أنّ النتيجة ايجابية، وآخر من مختبر خاص”مركز العناية الطبية” في زحلة، وسأل: “من يصدّق الآن، وأنا ليس عندي أي عوارض تؤكّد إصابتي بـ”كورونا”، وما اذا اعود الى عملي وحياتي الطبيعية من دون أن أكون سبباً بعدوى أحد”.
وعلى أثر هذه النتائج، عقد رئيس بلدية قب الياس – وادي الدلم جهاد المعلّم مؤتمراً صحافياً، أكّد فيه المغالطة في النتائج التي أجرتها وزارة الصحة لـ 73 شخصاً مُخالطاً وغير مخالط. وطالب المعلّم وزير الصحة بتقديم تفسير واضح عن هذه النتائج المغلوطة، والإعتذار بشكل رسمي عمّا تسبّبت به هذه النتائج المغلوطة من رعب عند الأهالي.
وبعدها، أصدرت وحدة الترصّد الوبائي في وزارة الصحة العامة تقريراً حول الفحوص التي أجريت في بلدة قبّ الياس. وأوضحت التالي:
أولاً: تمّ جمع عينات الوزارة بتاريخ 24 آب، ومعظمها تعود لمخالطين مع حالات إيجابية مشخّصة سابقاً.
ثانياً: الفحص المعتمد هو sars2 gene bgi وهو معروف أنّه specific Covid-19 الدقيق.
ثالثاً: أظهرت النتائج معدّل ct تراوح بين 27 إلى 40. وكان معظمها فوق 35 أي قد تكون العدوى قديمة، أو تحتاج إلى إعادة بعد 48 ساعة لتشخيص الحالة المرضية.
رابعاً: في حال أجرى المصابون فحصاً آخر بعد ايام، قد تظهر نتائج سلبية بسبب الفاصل الزمني بين العينتين، خصوصاً لأولئك الذين أصبحوا في طور الشفاء.
وتمنّت على المواطنين “التعاطي في مثل هذه الحالات (إيجابي خفيف) على أساس أنّ النتيجة إيجابية حتى إثبات العكس.