Site icon IMLebanon

السنيورة: التحدي الكبير في توافق المسؤولين على تأليف حكومة مستقلين

وصف الرئيس فؤاد السنيورة أن الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالمهمة جدا، ولا سيما أنه يقوم بها بعد إنجاز الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس ميشال عون بعد تأخير أكثر من عشرين يوما.

وقال في حديث الى قناة “الحدث”: “أعتقد أن التحدي الكبير الذي يدركه الرئيس ماكرون عند مجيئه الى لبنان، وفي هذا الظرف بالذات، هو أن يتمكن من دفع المسؤولين السياسيين اللبنانيين، ولا سيما النواب والكتل النيابية، وأيضا القوى المدنية في الشارع اللبناني من أجل التوصل الى توافق على تأليف الحكومة العتيدة من غير السياسيين. وعلى أن تتكون هذه الحكومة من شخصيات مستقلة لها كفاءتها وسمعتها الحسنة، وأيضا تتمتع بالقدرة على التعاون كفريق عمل متجانس من أجل التوصل إلى صيغة لحكومة مصغرة يكون همها الأول أن تنجح في البدء باستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي بالدولة والحكومة اللبنانية عبر مباشرة تنفيذ برامج الإصلاح وبما يمكن الحكومة العتيدة من معالجة هذا الكم الكبير من المشكلات التي تراكمت على لبنان على مدى عدة عقود”.

وتابع: “الآن التحدي الكبير الملقى على كاهل أديب في أن يتمكن من اجتذاب فريق عمل متجانس وغير منحاز لأي من السياسيين او الأحزاب الموجودة، وان يكون هم هذا الفريق انقاذ لبنان من الوضع المأساوي. إذ في حال الفشل، أعتقد أنها ستشكل وصفة سريعة لاستجلاب المزيد من الشرور للبنان ومن التدمير الداخلي، وربما ما يشكل عندها خطرا وجوديا على لبنان”.

وأضاف: “الأمل في أن يستمر الاستعداد لدى أولئك السياسيين من أجل تسهيل عملية تأليف الحكومة. صحيح أنه عند التكليف كانت هناك وجهات نظر متباينة، حيث أن لكل فريق في لبنان رأيه، وكل شخص يحاول ان يفسر الأمور والأسباب والظواهر حسب وجهة نظره. وأنا احترم كل هذه الأفكار ولكن على الأرجح، هناك ما يجمع معظم اللبنانيين، وهو حرصهم على أن يصار إلى تأليف حكومة مستقلة من غير السياسيين نظرا الى أن اللبنانيين فقدوا الثقة بمعظم أولئك السياسيين. هذا ما دفع رؤساء الحكومة السابقين إلى اقتراح اسم سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب لتكليفه بتأليف الحكومة من خارج نوادي السياسيين، ليؤلف حكومة من المستقلين من أصحاب الكفاءة والجدارة. إذ أنه لو جرى تكليف أحد السياسيين ليتولى تأليف الحكومة لشكل ذلك دافعا لجميع الكتل للاصرار على أن تتمثل بنواب أو أشخاص يمثلونها في الحكومة. وهذا باعتقادي هو الأمر الذي على لبنان أن يتجنبه في الوقت الحاضر”.

وأعرب السنيورة عن أمله في أن يتمكن الرئيس المكلف من تأليف حكومة من هذا النوع خاصة وان وجود ماكرون في لبنان ولقاءاته مع رئيس الجمهورية وأيضا مع الكتل النيابية ومع أشخاص من الشارع اللبناني، ربما يشكل عاملا مساعدا في تذليل العقبات التي قد يطرحها بعض السياسيين المحترفين.

وشدد على انه “من الضروري أن يدرك اللبنانيون، ولا سيما السياسيون المسؤولون وفي مقدمهم رئيس الجمهورية، انه لم يعد لدى لبنان لا ترف الانتظار ولا ترف الاختيار. فلبنان الذي ينهار أشبه ما تكون حالته قد أصبحت وكأنه ثواني قبل الارتطام الكبير وهذا ما يجب تجنبه لما يحمله ذلك من انعكاسات وتداعيات خطيرة على أكثر من صعيد وجودي ووطني وسياسي وأمني ومعيشي”.

وردا على سؤال عن مدى جدية الرئيس الفرنسي في الضغط لتنفيذ الاصلاحات، قال الرئيس السنيورة: “من دون شك، فرنسا صديقة للبنان وهي تريد المساعدة، ولكن يجب أن ندرك أيضا أنها دولة كبرى لها مصالحها ولديها اهتماماتها. صحيح أننا كلبنانيين نريد من فرنسا أن تقف معنا بشكل كامل وأساسي، وأن تدعم لبنان واللبنانيين وان تضغط على إيران من أجل الضغط على حزب الله حتى لا يتفاقم الضرر الذي يوقعه هذا الحزب الذي ينفذ سياسة وتوجهات إيران في لبنان بسبب تورطه في عدد من الدول العربية وإطباقه على الدولة اللبنانية، الأمر الذي يتسبب بوضع لبنان في عزلة عن أصدقائه واشقائه في العالم. نحن ندرك أيضا، بأن لفرنسا علاقات وثيقة مع إيران ويجب أن نتفهم بأنه لا يمكن لنا أن نتوقع من أصدقائنا أن يتصرفوا فقط حسب ما تقتضيه مصالحنا. لذلك علينا أن نتفهم أوضاع الجانب الفرنسي وظروفه واهتماماته، وعلينا نحن في لبنان أن نبادر إلى مساعدة أنفسنا وبالتالي أن نساعد أشقاءنا وأصدقاءنا ومنهم فرنسا لكي يثابروا على دعم لبنان”.