IMLebanon

“الورقة الفرنسية” لم تلامس عمق الازمة.. وحمدان: لا اصلاح بوجود السلاح

لم يكتفِ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من خلال زيارته الى لبنان للإحتفال بمئوية لبنان الكبير ولقائه المسؤولين السياسيين بوضع مهلة لتشكيل الحكومة محددة بخمسة عشر يوماً وثمانية أسابيع لتنفيذ الوعود الاصلاحية بعد تأليف الحكومة والا فانه سيُطلع المجتمع الدولي والرأي العام اللبناني على ما يحصل ملوّحاً “بعصا” العقوبات، انما وضع  ما يشبه “مسودة للبيان الوزاري للحكومة المقبلة”، تحت عنوان “مشروع برنامج للحكومة الجديدة” هو بمثابة خريطة طريق للسير بها لإنقاذ البلد.

ومع ان الرئيس الفرنسي كرر اكثر من مرّة خلال الزيارة بان فرنسا لا تتدخّل في الشؤون اللبنانية وان مبادرتها تنبع من حرصها على بلد ترتبط معه بعلاقات تاريخية وروابط اخوية، غير ان بنود الورقة الاصلاحية يعكس إنخراطاً فرنسياً قوياً في الملف اللبناني وفي “كل شاردة وواردة”، لكن من دون وضع الاصبع على الجرح الاساسي وهو السلاح خارج سلطة الدولة.

وفي قراءة لهذه الورقة الفرنسية التي يحرص المسؤولون عنها على وضعها في اطار “الافكار” والمقترحات للازمة اللبنانية، اعتبر مؤسس ملتقى “متحدون من اجل العدالة للبنان وشعبه” السفير السابق هشام حمدان لـ”المركزية” “ان من مصلحة فرنسا تعزيز انخراطها في لبنان بشكل اكبر، وكما يبدو ان الملف اللبناني “لُزّم” للإليزيه تماماً كما لُزّمت سوريا لروسيا”.

وقال “فرنسا تلعب دوراً في لبنان يُلبّي ظاهرياً مطالب ما يُسمّى بالثوّار كمحاربة الفساد من دون التطرّق لسلاح حزب الله، لكنها في النهاية تُبقي جمراً تحت رماد الازمة”.

وخالف قول الرئيس الفرنسي بان حزب الله مكوّن اساسي في لبنان، فبرأيه الشيعة وليس الحزب هم المكوّن الاساسي”، مبدياً قلقه من ان يكون الرئيس الفرنسي قد عقد “اتفاقاً” مع حزب الله ما يُبقي جمراً تحت رماد الازمة الداخلية قد يُفجّر في اي لحظة حرباً اهلية”.

ولفت الى “ان ما سُمّي بـ”ورقة الاصلاحات” هي مجرّد “كليشيهات” لم تلامس اساس الازمة في لبنان الا وهي سلاح حزب الله”، مضيفاً “كل الحلول التي يأتي بها الفرنسيون وغيرهم لن تأتي بثمار ما لم تعالج مسألة سلاح حزب الله وانتهاك سيادة لبنان”.

وجزم “ان لا اصلاح بوجود سلاح غير شرعي يتحكّم بقرار الحرب والسلم في لبنان”.

وشدد على “اننا في مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان، ونستطيع بجهودنا خلق وطن يحفظ تاريخ اجدادنا ويحفظ لنا طموحاتنا ويجعلنا نعيش حياة حضارية مستقرّة، خصوصاً اننا زرعنا العالم لبنانيين”، الا انه ابدى تخوفه من ان الفرنسي يعمل بذهنية “المُستعمر” نفسه الذي شارك في صناعة “سايكس بيكو”.

وفي حين تخوّف ايضاً من اندلاع حرب اهلية، لاننا لا نزال تحت الاستعمار”، اشار الى “ضرورة اصلاح النظام السياسي القائم”، موضحاً “ان الدولة المدنية لا تُقوم الا باستكمال تطبيق الدستور كإنشاء مجلس الشيوخ، وهي لا تعني الغاء دور الطوائف في الحياة العامة وانما ان يكون دورها حاضنا لبقاء هذا الوطن كدولة موحّدة ومركزاً لحوار الحضارات والثقافات بين الغرب المسيحي والشرق المسلم”.

ورداً على سؤال، اعتبر السفير حمدان “ان الدور الاميركي بالنسبة لسوريا ولبنان بالتحديد محصور بانهاء دور ايران وتأمين مصالح اسرائيل، لكن يبقى السؤال لماذا لا تأخذ فرنسا موقفاً واضحاً من مسألة نفوذ ايران وسلاح حزب الله وتستمر بسياسة الجزرة”؟