عرض المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من خلال مؤتمر صحفي، أحدث تطورات مرض كوفيد-19، والمستجدات الخاصة بالوضع الإقليمي، والإرشادات لعودة المدارس، وتزايد حالات الإصابة في الإقليم.
وقالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، لـ”العربية.نت”: أن إقليم شرق المتوسط بلغ مرحلة جديدة تبعث على القلق، بوصول أعداد الحالات فيه إلى مليوني حالة، حيث زاد العدد التراكمي للحالات في الإقليم ليصل 1,936,221 حالة، في حين بلغ عدد التراكمي للوفيات 51,326 وفاة.
وأعلنت الدكتورة داليا سمهوري، مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية، أن عودة الدراسة مرة أخرى لا تعني وجود الطلاب في المدارس، لكن يمكن مواصلة الدراسة إلكترونياً.
وأوضحت سمهوري أن قرار عودة المدارس يرتبط بشكل كبير بالوضع الوبائي في كل بلد، وقدرة كل نظام صحي في الدولة على تتبع المصابين والمخالطين، إلى جانب استعداد المؤسسات التعليمية، وتوفر النظافة والعوامل الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعي، فهو العامل الأساسي الذي يحدد مدى إمكانية الدولة على تحديد انتشار الفيروس، فهناك بعض الدول التي قامت بالفعل بإعادة فتح المدارس وشهدت ارتفاعا مرة أخرى بأعداد الإصابات وانتشار الفيروس.
وأشارت سمهوري، الى أن المنظمة قامت بتحليل الكثير من البيانات من الدول المختلفة، ولاحظت الزيادة في أعداد الإصابات ضمن الفئات الصغيرة وهي زيادة ملحوظة، كما أنه تمت ملاحظة زيادة في الإصابات بفيروس كورونا بين الفئات العمرية الصغيرة حتى 4 أعوام ومن 5 إلى 10 أعوام وحتى عمر 24.
لذلك يرتبط قرار العودة إلى المدارس بالوضع الوبائي لكل دولة، وقدرة النظام الصحي لكل دولة على تتبع المصابين والمخالطين، والقدرة على توفير الأماكن في المستشفيات واستيعاب الموقف، كما يجب أن تتوفر المرونة لدى المدارس في التعامل مع الموقف من خلال توفير ممرضين في المدارس لرصد الحالات حال إصابتها، وذلك إلى جانب البرامج الغذائية والتطعيمات، بحسب سمهوري.
وحول مدى تطور الفيروس، أوضحت الحجة، أن الكثير من الفيروسات الموجودة يكون لها تطور جيني كل عام مثل فيروس الأنفلونزا، لكن هذا لا يحدث مع كل الفيروسات، فهناك فيروسات تتغير خصائصها بشكل ضعيف مثلما لاحظنا في فيروس كورونا المستجد، كما أنه يتم عمل تحاليل جينية على فيروس كورونا أجريت على 100 ألف شخص وأثبتت أنه يوجد تحول خفيف جداً، ويتم مراعاة هذه البيانات خلال تطوير اللقاحات.
وأضافت أنه هناك إسراع في عمل التجارب السريرية لإيجاد اللقاح، وأنه هناك 15 لقاحا دخلت فعلياً في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وفي هذه المرحلة تتم التجارب على الآلاف من المتطوعين.
وأوضحت حول المخاطر التي يمكن أن تحدث للأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا أكثر من مرة، أن مرض كوفيد-19 بعد ما تتم الإصابة به يصبح المريض لديه مناعة ضد الفيروس، ولكن هذه المناعة ليست دائمة لدى كل الأفراد بنفس النسبة. وفي الوقت الحالي الحالات التي يتم تسجيلها التي تمت إصابتها بالفيروس أكثر من مرة، وهي قليلة جيداً، وذلك بسبب أن غالبية من يصابون بالتهاب أولاً وبعدها يكون لديهم مناعة، وهي التي تمنع حدوث التهاب آخر، ولكن في بعض الحالات وحالات قليلة جداً، ممن أصيبوا بالمرض.
وفي هذه الحالات يكون العلاج هو نفس العلاج المتبع مع 80% من حالات الالتهاب. أما الحالات البسيطة مثل الرشح والحرارة وفي هذه الحالات لا تعتمد أدوية معينة في العلاج، والحالات التي تحتاج إلى علاج تكون عادة حالات متوسطة الخطورة أو شديدة الخطورة.