جوني فخري – “العربية”:
على وقع الضغوط الدولية الاقتصادية والسياسية التي يرزح تحتها حزب الله منذ فترة، بالإضافة إلى موجة الغضب التي طالتها مؤخراً مع كافة الأحزاب والسياسيين في لبنان، جراء انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 190 شخصا على الأقل مع آلاف الجرحى وخسائر فادحة، أفادت معلومات لـ”العربية.نت” نقلاً عن مصادر متعددة، لاسيما من منطقة البقاع القريبة من الحدود اللبنانية – السورية “أن حزب الله بدأ خطة الانسحاب التدريجي من سوريا منذ أسابيع، وتحديداً من الجبهة الجنوبية والشرقية الجنوبية، حيث سحب أكثر من 2500 مقاتل وخبراء وقادة عسكريين”.
وقالت المصادر “إن عدداً كبيراً من مقاتلي الحزب عادوا إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة والتحقوا بالمراكز العسكرية في لبنان، لاسيما في الجنوب المحاذي للحدود مع الأراضي المحتلة، وذلك بعد التصعيد الذي شهدته الجبهة الجنوبية في الفترة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل”.
لا تبديل للعناصر
وفي خطوات تؤكد تلك المعلومات، أشارت المصادر إلى “أنه في كل مرة كان يعود فيها عدد من مقاتلي حزب الله من سوريا بعد انتهاء خدمتهم (كل 20 يوماً تقريباً) كانت تحصل عملية تبديلهم بآخرين، بحيث يلتحق مكانهم عناصر آخرون، وهذا ما لم يتم منذ أسابيع، إذ إن من عادوا من سوريا لم يتم إرسال مقاتلين بدلاً منهم للحلول مكانهم في المراكز التابعة للحزب في سوريا”.
وفي حين أوضحت المصادر “أن حزب الله لا يزال يتواجد في مواقع أساسية في سوريا، لاسيما قرب حمص”، لفتت إلى “أن العدد المتبقّي من المقاتلين يُقدّر بـ2500 قد يعودون إلى لبنان قبل نهاية العام ما لم يستجد جديد، لا سيما أن الحدود مع سوريا التي شهدت في السنوات الأخيرة عمليات تسلل لعناصر إرهابية باتت تحت قبضة الجيش اللبناني الذي يُقيم أبراج مراقبة على طول الحدود ومراكز ثابتة تابعة لفوج الحدود البرية”.
ثلاث طرق للعودة
إلى ذلك، تحدّثت المصادر عن ثلاث طرق يسلكها مقاتلو حزب الله العائدون من سوريا إلى لبنان: الأولى جنتا – يحفوفا -النبي شيت في السلسلة الشرقية على الحدود مع سوريا، الثانية طريق القصير في ريف حمص الغربي بمنطقة ملاصقة للحدود اللبنانية، والثالثة طريق القلمون الممتدة من غرب سوريا إلى سلسلة جبال لبنان الشرقية الحدودية، حيث تنتشر عليها من الجهة السورية مدن وقرى وبلدات شهيرة مثل الزبداني.
ويأتي في الإطار افتتاح “حزب الله” منذ أكثر من شهر معبراً جديداً مع سوريا في منطقة البقاع في شرق لبنان، معدّاً لعبور المدنيين إلى سوريا، ويصل إلى منطقة الزبداني في ريف دمشق الغربي.
تحوّلات في المنطقة ونفوذ إيران
إلى ذلك، أكدت المصادر “أن المنطقة أمام تحوّلات كبرى لن يكون حزب الله بصفته أحد أبرز أذرع إيران العسكرية بمنأى عنها، وما يحصل في سوريا منذ أكثر من عامين والضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية تابعة لإيران وحزب الله لا يُمكن فصلها عن هذه التحوّلات التي تحمل عنوان “إنهاء نفوذ إيران في المنطقة”.