لا يشبه قداس ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية هذا العام اي قداس آخر على مدى سنوات خلت. كل شيء مختلف. الشكل، المضمون ، الحضور وحتى الظرف. سمتان اساسيتان تفرضان نفسيهما، لا يمكن لاي مناسبة او احتفال الا ان تحضرا فيهما. جائحة كورونا في الشكل، وانفجار مرفأ بيروت الكارثي في المضمون، حيث تعانقت ارواح نحو 190 شهيدا مع ارواح شهداء المقاومة لتظلل قداس 6 ايلول الذي يقام في الخامسة عصرا في الباحة الخارجية لمقر حزب القوات اللبنانية في معراب.
القداس كما في كل عام سيقام برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا براعي ابرشية جونيه المارونية المطران نبيل العنداري ويقتصر الحضور على نواب الحزب والوزراء السابقين والهيئة العامة من دون اهالي الشهداء بسبب فيروس كوفيد 19. وقد وجه رئيس الحزب سمير جعجع رسالة سلمها باليد مسؤولو المناطق مع جهاز شهداء القوات الى عائلة كل شهيد، تتضمن شرحا لاسباب عدم دعوتهم للقداس بسبب الظروف القاهرة التي تمرّ بها البلاد لناحية جائحة كورونا، وتأكيدا على الاصرار على عدم إلغاء المناسبة لأهميتها الكبيرة لدى الحزب ورفع الصلوات لراحة انفس احباء كانوا إخوةً في المقاومة ورفاق نضالٍ وسلاح.
وتخدم القداس الذي تتولى تنظيمه شركة “آيس” وجهاز الانشطة في القوات ومن اخراج مارون ابي راشد، جوقة سيدة اللويزة بقيادة الاب خليل رحمة، على ان تبث في ختامه اغنية من كلمات الشاعر نزار فرنسيس والحان الموسيقار ميشال فاضل تركز في جزء اساسي منها على انفجار 4 آب وتداعياته. وقد انتشرت على الطرق يافطات للذكرى قدمها اصحابها مجانا، بسبب الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد.
اما كلمة رئيس الحزب التي لطالما كانت مفصلية في هذه الذكرى لما تتضمن من مواقف مهمة، فأكدت اوساط معراب لـ” المركزية” انها ما زالت في طور الاعداد غير انها ستركز في جزء كبير على انفجار المرفأ والتطورات الاخيرة على الساحة اللبنانية والمبادرة الفرنسية، وغيرها من ملفات الساعة الاساسية في المرحلة البالغة الخطورة في تاريخ لبنان.