كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
لعلّ خبر إقفال قسم العناية الفائقة في مستشفى النبطية الحكومي بسبب إصابة عدد من المرضى و11 موظّفاً بـ”كورونا” يشي بأنّ الوضع ليس بخير، فالمستشفيات التي تواجه الوباء “باللحم الحيّ” تقف اليوم عاجزة عن مكافحة “كورونا”، وكلّ نداءات الإستغاثة لم تُجد نفعاً. ففيما تنازع لمحاربة الوباء، يتصرّف المواطنون بلا مبالاة، يخرجون من دون كمّامة، ولا يلتزمون التباعد الإجتماعي، وكأن “كورونا” بأرقامه القياسية، لم يعبر من قربهم. وحدها مستشفيات النبطية تواجه الخطر، ماذا لو ازداد الوضع سوءاً أكثر؟
كان مستشفى النبطية الحكومي يرفع الصوت عالياً “إرحمونا”، فالقسم المخصّص لـ”كورونا” بات مكتظّاً بالحالات، وعدد من الأقسام العادية أصابها الوباء، ما يشي بأنّنا في أخطر مرحلة من التفشّي. فالأعداد تتزايد ومصدر العدوى مجهول. وما يزيد الوضع سوءاً أنّ البلديات تتخبّط في إحصاء الأعداد، ناهيك عن وجود عشرات الحالات التي لم تخضع للفحص، وتتنقّل بين الناس تنشر العدوى، ما يضع الأمور كلّها في خانة “التفلّت الخطير”.
مدير مستشفى النبطية الحكومي الدكتور حسن وزنة أوضح أنّه تمّ إقفال قسم العناية الفائقة الخاص بالأمراض المزمنة، فالخطر اليوم من الزوّار وأحياناً من الوافدين الى قسم الطوارئ، لأنهم قد يكونون مُصابين ولا عوارض عليهم، ما دفعنا لرفع جهوزية المستشفى”. وأضاف: “الخطر داهمنا على حين غفلة، وبات من الصعب تحديد مصدر العدوى، سيما بعد التفشّي الكبير للوباء. والمستشفى إضطرّ لإقفال قسم العناية الفائقة للأمراض المزمنة بعد إصابة عدد من العاملين داخله، واتّخذت سلسلة تدابير مشدّدة تقضي بمنع الزيارات نهائياً، وإلزام الزائر بإجراء فحص الـpcr، واخضاع جميع المرضى ومن بقربهم للفحص، فقد يكون أي أحد مصاب نتيجة المخالطة، سيما وأن معظم الإصابات لا عوارض لديها، ما يضعنا أمام خطر أكبر”.
مع بداية جائحة “كورونا”، أولى المستشفى الامر عناية خاصة، جهّز قسماً خاصاً للوباء، وبعد الدخول بمرحلة التفشّي، تمّ تجهيز قسم جديد يضم 16 غرفة، سيوضع حيّز العمل بدءاً من نهار الاثنين المقبل ليكون بمثابة غرفة عزل، بإنتظار استكمال تجهيزه بـ 9 أجهزة تنفّس ومراقبة، ليصبح جاهزاً لاستقبال المُصابين.
وأشار وزنة الى أنّ وزارة الصحّة ستؤمّن الأجهزة عبر الإتحاد الاوروبي الذي سيقوم وفد منه بجولة ميدانية اليوم على أقسام “كورونا” برفقة وفد من الوزارة، للإطلاع على واقع المستشفى عن كثب”. وجزم بأنّ “الوضع في قسم “كورونا” تحت السيطرة”، موضحاً “أنّ عدد الوفيات بلغ 5 ومعظمهم يعاني من أمراض مزمنة، وعلى الناس أن تقرأ في هذه الأرقام لتتحمّل المسؤولية وتخفّف قليلا من إستلشاقها”.
وضعت الاصابات داخل أقسام المستشفى الخطر على السكة، وحاول وزنة التقليل من الامر، غير أنه عاد وأكّد “أنّ عدم اقتناع بعض الناس بالوباء، او التصرّف بلامبالاة قد يجرّنا الى الهاوية، سيما وأننا مقبلون على فصل الخريف، وهنا يكون الإمتحان الأصعب، لان العوارض قد تكون متشابهة بين “كورونا” والانفلونزا، وهذا قد يضطرّنا لاخضاع الجميع للفحص وادخالهم قسم “كورونا”، ما سيتسبّب باضطرابات وضغط على القسم”. واشار الى “أنّ قسم “كورونا” مكتظّ، غير أنّ الأمر ما زال تحت السيطرة”، وشدّد على أهمّية وعي الناس والتحلّي بالمسؤولية “لأنّ وعيهم يأخذنا الى برّ الأمان”.