كتب شربل البيسري في “الجمهورية”:
يستعدّ صانع الألعاب اللبناني-السويدي رامي حجل (18 عاماً) لافتتاح مباريات الدوري الهولندي (Eredivisie) لموسم 2020-2021 بقميص نادي هيرنفين (بطل كأس هولندا عام 2009)، بعد 11 يوماً في مواجهة فيلام تيلبورغ ضمن منافسات المرحلة الأولى، مشيراً إلى أنهم سيخوضون المراحل الـ34 من البطولة «وكأنّ كل مباراة لوحدها ولها ظروفها الخاصة».
وأكّد اللاعب، الذي سيُكمِل عامه الـ19 بعد 9 أيام، لـ»الجمهورية» أنّ خوضه المباراة الأولى مع الفريق الأول في الـEredivisie ضدّ «فريق كبير مثل فينورد روتردام (حامل لقب الدوري 15 مرة، الكأس 13 مرة، دوري الأبطال مرة واحدة وكأس الاتحاد الأوروبي مرتين) وفي ملعب عريق («دا كيب» الذي يتسع لحوالى 47 ألف متفرّج)، كانت محطّة مميّزة لبدء مسيرتي هنا. لكن عند دخول أرض الملعب نسيتُ كلّ شيء. كنا متأخرين بـ3 أهداف مقابل هدف، حاولتُ التعويض وهزم خصمي، لكنّ الأمر لم ينجح آنذاك»، علماً أنّ حجل لم يلعب في تلك المباراة التي خسرها الفريق «الأبيض والأزرق» سوى الدقائق العشر الأخيرة، عندما دخل بديلاً للهولندي رودني كونغولو وسدّد كرة واحدة نحو المرمى صدّها الدفاع.
وبما أنه خاض 107 دقائق في 5 مباريات، قبل إلغاء المراحل الـ8 الأخيرة من الـEredivisie نتيجة تفشي فيروس كورونا وتوقّف البطولة وتم تتويج أياكس أمستردام بلقبها للمرة الـ34 في تاريخه (رقم قياسي)، يَجزم حجل أنه سيحصل على فرصة خوض العديد من المباريات هذا الموسم.
كما أنّ اللاعب اللبناني-السويدي خسر مع هيرنفين ضدّ أياكس 1-3 (لعب 18 دقيقة) وفيتسيه أرنهيم 4-2 (لعب 9 دقائق)، وتعادل أمام أدودينهاغ 2-2 (خاض الشوط الثاني كاملاً) وفينلو 1-1 (لعب 26 دقيقة).
بيد أنّ فوزه الوحيد بقميص الفريق «الأبيض والأزرق»، كان بمواجهة فيلام تيلبورغ في ثمن نهائي كأس هولندا، حين دخل بديلاً في الدقيقة 90+2 ولعب الشوطين الإضافيَّين اللذين لم يكفيا هيرنفين لحسم التأهل، فلجأ إلى ركلات الترجيح للتفوّق بنتيجة 4-3 بعد التعادل 2-2. لكنّ حجل ودّع البطولة على يد فينوردم في ربع النهائي، بخسارته وفريقه 0-1، على الرغم من خوضه الدقائق الـ22 الأخيرة.
ويثمِّن صاحب الـ18 عاماً الموسم الذي لعب وتدرّب فيه إلى جانب الكرواتي ألن هليلوفيتش، المُعار من ميلان الإيطالي، فيقول: «إنه أحد أفضل اللاعبين الذي قابلتهم ولعبتُ معهم. إنه صديق جيد أيضاً، لقد حاولتُ التعلّم منه قدر الإمكان»، قبل نهاية فترة الإعارة في تموز المنصرم.
وبعد أن غادر بعض اللاعبين البارزين من الفريق على غرار الجناح شيدرا إيجوكي (بـ11,5 مليون يورو إلى سسكا موسكو الروسي)، الحارس فيرنر هارن، المدافع دانيال هوغ ولاعب الوسط هشام فيك، يؤكّد حجل: «لم أفكّر بالمغادرة لا بصفقة دائمة أو حتى على سبيل الإعارة (ما زال في عقده موسمَين قبل أن ينتهي). أثق أنني قادر على مساعدة الفريق للوصول إلى طموحاته هذا الموسم»، على الرغم من عودة إميل فريدركسن من إعارته إلى الدنمارك والمنافسة مع كونغولو وجوردي بورين، لِحجز مركز صناعة اللعب في تشكيلة المدرب جوني يانسن.
ويضيف صانع ألعاب هيرنفين أنّ النتائج في المباريات التحضيرية للموسم لم تكن مثالية، «هذه الحقيقة. نحن الفريق صاحب أصغر معدّل أعمار في الدوري (21,2 سنة)، بعد مغادرة بعض اللاعبين المهمّين. لكنّ ذلك لن يهم، نحن قادرون على حصد النتائج والصول الى مركز يليق بطموحاتنا، بغضّ النظر عمّا حدث في التحضيرات (5 خسارات في 5 مباريات)».
وفي الأسابيع الخمسة الأولى سيخوض الفريق، الذي أكمل عامه الـ100 في تموز الماضي، 5 مباريات وفي 3 منها سيتواجه مع 3 فرق من الـ6 الأوائل بقيادة المدرب جوني يانسن، هي: فيلام تيلبورغ (المرحلة الأولى)، أوترخت (المرحلة الرابعة) وأياكس حامل اللقب (المرحلة الخامسة). وسجّل حجل الهدف الأول له في قميص الفريق الأول في المباراة التحضيرية الأخيرة للموسم ضدّ أوترخت في الدقيقة 45 (بعد 7 دقائق من دخوله بديلاً).
وكشفَ حجل لـ»الجمهورية» أنّ مدرب منتخب السويد تحت 21 عاماً، رولان نيلسون، «اتصل بي ليتأكّد إن كنتُ متاحاً للعب، لكن لم يستدعني لخوض هاتين المباراتين»، فوضعه ضمن خططه المستقبلية في تصفيات كأس أمم أوروبا، التي يُكمل المنتخب الاكسندينافي مبارياته فيها بلقاء أيسلندا غداً (فازت السويد ذهاباً 5-0) وإيطاليا الثلاثاء المقبل، بعد فوزه على لوكسمبورغ 0-3 وخسارته من أيرلندا 1-3 و4-1.
بالتالي، صعُبت الأمور على منتخب لبنان في إمكانية الحصول على خدمات حجل، إلّا إذا استُدعِي إلى المنتخب الأول مستقبلاً. وقال لاعب هينرفين: «شعرتُ بالحزن لما حدث يوم 4 آب في بيروت. إنها فترة تكسر القلب. رحم الله الضحايا، وأتمنى العلاج العاجل للجرحى. من المؤكّد أنّ بيروت ستنهض مرة أخرى».
وكان حجل قد خاض منافسات تصفيات بطولة أمم أوروبا تحت 19 سنة مع السويد، وسجّل في مرمى إستونيا (4-0) ولعب 20 دقيقة حين خسرت السويد ضدّ أوكرانيا (1-2). فحلّ المنتخب «الأصفر» ثالثاً في المجموعة التاسعة برصيد 4 نقاط، بتعادله أيضاً مع سلوفينيا (حين جلس حجل على مقاعد البدلاء).