Site icon IMLebanon

“يونيسيف”: لإجراءات عاجلة لمساعدة الأطفال المتضررين من الانفجار

أشارت ممثلة “يونيسيف” في لبنان يوكي موكو إلى أن “التعليم يمكن أن يوفر، في أوقات الكوارث، نبضا حيويا للأطفال الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب، ويوفر لهم مساحة آمنة عند وجودهم في المدرسة، وشعورا بالحياة الطبيعية على رغم الفوضى”، معربةً عن قلقها الكبير “إزاء الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمدارس الواقعة في الأحياء الأكثر تضررا، والأثر الذي يمكن أن يحدثه ذلك على الأطفال”.

وأكدت، في مؤتمر صحافي في حديقة الكرنتينا بعد مرور شهر على انفجار مرفأ بيروت حيث شرحت “آثار الانفجار على الأطفال وطريق استجابة اليونيسف لها”، أن “بعد شهر من الانفجارات المدمرة، ما زالت الحاجات حادة والحاجة ملحة لتعزيز خيارات التعلم من بعد للأطفال المتضررين”، مشددةً على “وجوب توفير التدريب والدعم للمعلمين لضمان حصول الأطفال، ولاسيما في المناطق الأكثر تضررا، على التعليم الجيد من بعد”.

وأوضحت أنه “استنادا إلى التقويمات الأولية التي أجرتها وزارة التربية والتعليم العالي ضمن دائرة نصف قطرها 20 كيلومترا من الانفجار، فقد لحقت نحو 80 في المئة من المدارس أضرار خفيفة إلى متوسطة، و20 في المئة لحقت بها أضرار جسيمة”، مشيرةً إلى أن “العمل ينفذ بالتعاون مع اليونسكو وشركاء آخرين على توفير سريع للموارد الضرورية لإعادة تأهيل وتشغيل المدارس ذات الأضرار الخفيفة إلى المتوسطة في تشرين الأول كأقرب وقت”.

وشددت على ان “إغلاق المدارس بسبب “كوفيد-19″ يضيف تحديا آخر، ولكن من الضروري ايجاد حلول عاجلة لإعادة الأطفال إلى التعلم – حتى من بعد – في أقرب وقت”.

وقالت: “نظرا الى جائحة “كوفيد-19″، فإن جميع المدارس تخطط إلى اعتماد نظام التعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد. غير أن هذه الخطط تزداد تعقيدا بسبب تأثير الانفجارات، ومع تدمير العديد من المنازل وإجبار الأسر على الانتقال، لا بد من معالجة محدودية الحصول السريع على المواد التعليمية و تجهيزات الاتصال قبل بدء العام الدراسي 2020/2021. مع الإشارة إلى أنه لم يكن لدى الأطفال الأضعف، منذ البداية، مواد تعليمية أو تجهيزات اتصال، مما يجعلهم معرضين إلى مزيد من خطر التأخر كثيرا في الحصول على التعليم، بل وربما التسرب من المدرسة. وتواجه الأسر التي فقدت منازلها ومصدر رزقها أيضا عقبات مالية تحول دون تسجيل أطفالها وإبقائهم في التعليم”.

ولفتت إلى أن “اليونسيف تعمل مع شركائها في المناطق المتضررة من الانفجارات على دعم تأهيل المدارس المتضررة واستبدال الأثاث والمعدات، وتعزيز المبادئ التوجيهية للسلامة المدرسية، وتدريب المعلمين على الدعم النفسي الاجتماعي، والتنسيق في توزيع اللوازم التعليمية، كما تبحث اليونيسف عن حلول مبتكرة للتعلم عن بعد مع زيادة الاتصال بالأجهزة الإلكترونية والوصول إليها”.

ووفقًا لموكو، “شملت استجابة اليونيسف لتلبية الحاجات الملحة الأخرى للأطفال المتضررين ما يلي: سلمت 18 شحنة من الإمدادات الإنسانية الحيوية، يبلغ مجموعها 67 طنا، بالإضافة إلى المشتريات المحلية من الإمدادات الطارئة. أعادت اليونيسف وشركاؤها وصل أكثر من 155 مبنى بشبكة المياه العامة، وتركيب أكثر من 870 خزان مياه في المنازل المتضررة. ساعدت 2004 شخص في الحصول الموقت على المياه الصالحة للشرب والمياه للاستخدام المنزلي.  وزعت 4854 مجموعة من مستلزمات النظافة الصحية و462 مجموعة من مستلزمات الأطفال على الأسر المتضررة. قدمت الدعم النفسي والاجتماعي لـ1406 من الأطفال والأهل ومقدمي الرعاية. وفرت لثلاثة أطفال، فقدوا الرعاية الأبوية أو الأسرية، ترتيبات الرعاية البديلة المناسبة. تلقي 308 أطفال تحت سن الخامسة المكملات غذائية أساسية. توفير ثلاجتين شمسيتين جديدتين لتركيبهما في “مستشفى رفيق الحريري” ودعم متطلبات صيانة غرفتي تبريد في المستشفى لتخزين اللقاحات. تقويم الحاجات، من أجل إعادة التأهيل الهيكلي لـ 23 مرفقا صحيا متضررا. تعاون مع وزارة التعليم العالي لدعم التقويم السريع للمدارس الرسمية المتضررة ومعاهد التعليم والتدريب التقني والمهني. توزيع، مع الشركاء، أكثر من 430000 قناع من القماش على السكان المتضررين. توفير معدات الحماية الشخصية لمراكز الرعاية الصحية الأولية والمستوصفات وتوفير خدمات التحصين. يشمل طلب معدات الوقاية الشخصية أكثر من 3.5 مليون قناع طبي، و8070 أقنعة واقية للوجه، و 124810 ثوب، و 11145 نظارات واقية، و7646 ميزان حرارة، و 2.6 مليون زوج من القفازات. حصول 807 شبان وشابات على فرص العمل أو فرص توليد الدخل عبر إعادة التأهيل والبناء وغيرها من الوسائل. انخراط أكثر من 1900 من المتطوعين المراهقين والشباب في مهمات الاستجابة بما في ذلك التنظيف وأعمال التأهيل البسيطة، وتحضير الطعام وتوزيعه على العائلات الأضعف”.

وأضافت موكو: “تحتاج اليونيسف إلى 50 مليون دولار أميركي لتلبية الحاحات الفورية للأطفال والعائلات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وتركز الاستجابة على الحاجات النفسية – الاجتماعية للأطفال ومقدمي الرعاية، مع الحفاظ على سلامة الأطفال، وتوفير الرعاية الصحية لهم، وإعادة تأهيل الخدمات الأساسية الأساسية، وتزويد المراهقين والشباب المهارات التي يحتاجون اليها ليكونوا جزءا من الجهود المبذولة لإعادة بناء بلدهم – مع الحد من انتشار كوفيد-19”.

وتابعت: “بعد شهر من وقوع انفجارين هائلين في المدينة، فإن اتخاذ إجراءات عاجلة وزيادة الدعم أمران حيويان لضمان حصول جميع الأطفال المتضررين من انفجارات بيروت، على التعليم عندما تبدأ السنة الدراسية الجديدة في وقت لاحق من هذا الشهر. وقد تضررت 163 مدرسة رسمية وخاصة على الأقل جراء الانفجارات التي ألحقت أضرارا بأكثر من 70 ألف طالب وطالبة و7600 معلم. وبالإضافة إلى ذلك، لحقت أضرار بـ 20 معهدا للتعليم والتدريب التقني والمهني، مما أثر على زهاء 7300 طالب.

وأردفت قائلةً: “يشكّل ضمان حصول الأطفال على التعليم أولوية رئيسية لليونيسف. فالتعليم لا يوفر الفرص للمستقبل فحسب، بل إنه يمكن أيضا أن يوفر للأطفال وآبائهم شعورا بالحياة الطبيعية، وأن يعيد الشعور بالأمل بالمستقبل، وأن يوفر حيزا آمنا للأطفال الذين يعانون الصدمة. فإن ما يقدر بـ 000 600 طفل يعيشون ضمن دائرة نصف قطرها 20 كيلومترا من الانفجار، وقد يعانون آثارا نفسية سلبية قريبة وبعيدة الأمد”.

ودعت المجتمع الدولي إلى “زيادة الدعم بشكل عاجل للتعليم الآمن للأطفال ومساعدة العائلات في بيروت، بالتزامن مع إطلاقها تقرير مقتضب بعنوان “كل شيء من حولي خراب” يلقي الضوء على تأثير الانفجارات على الأطفال والعائلات في بيروت واستجابة اليونيسف حتى تاريخه”.