Site icon IMLebanon

“تأفف” أميركي من تصريحات ماكرون عن “الحزب”

لم يقتحم مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر المشهد السياسي الإعلامي في بيروت، على غرار ما فعله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. «قاطع» شينكر المسؤولين والسياسيين وحصر لقاءاته «الرسمية» مع قائد الجيش العماد جوزف عون، فيما خصص حيزا واسعا للقاءات مع منظمات ومجموعات المجتمع المدني وللنواب المستقيلين الذين انتقلوا الى ضفة المعارضة المدنية. شينكر هو من طلب الاجتماع مع ممثلي خمس منظمات مدنية وتجمعات حزبية والتقى بهم واستمع الى هواجسهم ورؤيتهم للمرحلة الانتقالية بعد تكليف مصطفى اديب تشكيل الحكومة الجديدة، وإمكانية تحقيق الإنجازات واختراق الوضع القائم على صعيد الإصلاحات، ومدى قدرة هذه المجموعات على ان تشكل قوة تغييرية جديدة قادرة على ممارسة ضغوط على الطبقة السياسية وفرض الإصلاحات عليها.

وإذ حرص شينكر على الاستفسار عن جهوزية هذه القوى والحركة التغييرية المتنامية لخوض الانتخابات المقبلة وإحداث تغيير من داخل المؤسسات، فإنه سمع شكوى من عدم وجود قضاء مستقل ومن وجود محاصصة وزبائنية تستفيد منها القوى السياسية لضمان إعادة انتخابها، بما يؤثر على ديموقراطية الانتخابات ونتائجها، ومن وجود حكومة ممسوكة من قبل النظام السياسي القائم و«الفاسد» بما يؤدي الى عدم إحداث التغيير الجذري المنشود رغم وجود جهوزية وجدية في العمل.

الانطباع الذي خرج به شينكر غلب عليه «الحذر» إزاء قدرات وفعالية المجتمع المدني الذي يعاني من خلافات بين قواه، ومن أداء ضعيف ومن افتقاد الى برنامج عمل واضح ومتماسك يمكن البناء عليه مستقبلا والاستفادة من تجربة 17 تشرين، ومع ذلك طلب شينكر من «المجموعات المدنية» تنظيم صفوفها في معارضة بناءة لمواجهة الطبقة السياسية الحاكمة بعد خروج البلاد من ازمتها الحالية التي تفرض التصدي لأولويتين: الاصلاحات وإعادة الاعمار، مشددا على ضرورة انتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية، ومتجاهلا الانتخابات اللبنانية المبكرة.

انتخابات تشرين الثاني هي الاستحقاق والمحطة والحد الفاصل في الحسابات والخيارات الاميركية، ويبدو ان الادارة الاميركية تمنح المبادرة الفرنسية فرصة النجاح لإبقاء لبنان في «غرفة العناية والانعاش» الى حين مرور الاستحقاق الأميركي، ولا تمانع في الحركة الفرنسية بهذا الوقت الضائع في انتظار ما ستسفر عنه معركة البيت الأبيض، خصوصا ان الملف اللبناني ليس «مغريا» ولا تنطبق عليه شروط التعامل مع الملفات الخارجية الاخرى التي تسعى ادارة ترامب الى الاستثمار فيها وتحقيق بعض الانجازات بها وأولها ملف السلام وملف ايران.

لا يعرقل الأميركيون المبادرة الفرنسية ويتركون لها أن تأخذ وقتها ومجراها، لكنهم يتعاطون معها ببرودة ولا يعطونها اهمية كبيرة، وفي بعض الاحيان يسددون سهام الانتقادات في اتجاهها، رغم ما يظهره ماكرون من حيوية وحركة سياسية نشطة، هناك في واشنطن من يخشى أن تكون الطبقة السياسية في لبنان قد تلاعبت بالرئيس الفرنسي وباعته وهما، عبر تكليف مصطفى اديب تشكيل حكومة جديدة بعدما شاركت كلها في تسميته، وليس فقط حزب الله او التيار العوني، مقابل موافقته على التعامل مع الحزب لحسابات فرنسية ضيقة، وهناك من ينتقد الحركة الفرنسية قائلا انها مبادرة مكشوفة لا تستند الى حقائق توازن القوى القائم، ولا الى الوزن الحقيقي المتبقي لفرنسا، سواء داخل لبنان او اقليميا او حتى دوليا.

وفي واشنطن ايضا هناك شيء من «التأفف» من تصريحات ماكرون عن حزب الله وقوله انه جزء من النسيج اللبناني وأن نوابه منتخبون مع استعداد للتعامل مع حكومة لبنانية تضم ممثلين عنه، ومن المؤكد استمرار اعتراض واشنطن على تقديم مساعدات لإعادة اعمار لبنان اذا شكلت حكومة بوجود حزب الله، بينما ماكرون رهنها بالإصلاحات رغم وجود الحزب. حتى تهديدات ماكرون للطبقة السياسية اللبنانية بأنها قد تتعرض للعقوبات اذا لم تلب شروط المجتمع الدولي من الآن حتى كانون الاول لا تتطابق مع ملاحظات واشنطن التي تحمل تلك الطبقة المسؤولية عما آلت إليه اوضاع البلد، ولا تحبذ اعادة تكليفها في هذه المرحلة على الأقل مسؤولية إخراج البلد من ازماته.

إضافة ساعات والبحث يستمر ليلاً

وبحلول المساء لم يتوصل عمال الإنقاذ، ومن بينهم فريق من تشيلي، إلى تحديد موقع أي شخص، لكنهم قالوا إنهم سيواصلون العمل في حين أن ثمة فرصة ضئيلة لنجاة أي شخص.

وقال جورج أبو موسى مدير عمليات الدفاع المدني لرويترز «بعدنا عم نشتغل في ظروف كتير سيئة. البناء معرض ينهار بس عم نشتغل». وأضاف أن العملية ستستمر أثناء الليل.

وقال فرانسيسكو ليرماندا، أحد أعضاء فريق تشيلي، للصحافيين إن فرق البحث والإنقاذ تعمل لتحديد ما إذا كان أي شخص لايزال على قيد الحياة أم لا، لكنها لن تعلن التفاصيل «احتراما للعائلة واحتراما للشعب».

وأثناء النهار أزالت حفارات آلية كتلا من الخرسانة والركام بينما استخدم عمال إنقاذ أيديهم ومجاريف للحفر. وجرت الاستعانة برافعة للمساعدة في رفع عوارض الفولاذ وكتل الحطام الثقيلة الأخرى في منطقة البحث.

وقالت ستيفاني بوشديد، وهي متطوعة في مجموعة تساعد ضحايا الانفجار، «الحكومة لا مبالية بالكامل… غائبة تماما».

واعلنت الرئاسة اللبنانية ان الرئيس ميشال عون تابع تطورات عملية البحث والإنقاذ في مكالمة هاتفية مع رئيس الدفاع المدني.

وقال محمد خوري (65 عاما) قرب موقع البحث إنه يأمل في العثور على ناجين أو العثور حتى على جثث. وأضاف «مهم أن تعثر أسرهم على السكينة».

وأظهرت لقطات بثتها محطة تلفزيون محلية المنقذين وهم يستخدمون معدات مسح لتشكيل صور ثلاثية الأبعاد للحطام في محاولة لتحديد موقع أي إنسان على قيد الحياة. وكانت هناك حانة في الطابق الأرضي قبل انهيار المبنى.