انقضى الاسبوع الاول من المهلة التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للقيادات اللبنانية لتشكيل الحكومة من غير ان يرشح اي مؤشر ايجابي يدلل الى امكانية الوصول الى ذلك اقله قبل انتهاء الاسبوع الثاني من الفترة المحددة ، لابل على العكس فان المعطيات المتوافرة على هذا الصعيد لا تبشر اطلاقا بحدوث مثل هذا الحدث الذي قد يشبه الاعجوبة ان انجز على ما تقول اوساط معارضة لـ”المركزية” ، خصوصا وان نهج المحاصصة الذي كان سائدا قبل الدخول الفرنسي على خط لملمة الجدران المشلعة في الكيان اللبناني دولة ونظاما لايزال هو هو ، وذلك على رغم التعهدات التي قيل ان الرئيس ماكرون استحصل عليها من اهل السلطة والقوى المتحكمة بمفاصل الامور في البلاد .
كذلك فان “حكومة المهمة ” التي رسم الرئيس الفرنسي خلال زيارته الثانية الى بيروت معالمها، ان من حيث حجمها المصغر او مضمونها الاصلاحي وان تكون من اهل الاختصاص ومن اشخاص مستقلين لا ينتمون الى الاحزاب والفاعليات السياسية التي اوصلت البلاد الى ما تشهده اليوم من ازمات مالية ومعيشية واجتماعية، لا يبدو ان ولادتها قد تكون طبيعية وذلك على رغم المواكبة الفرنسية لهذه العملية خصوصا بعدما تأكد تمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن خلفه التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل بالحكومة الموسعة وبما يشبه على الاقل حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة ليتسنى لهم الحصول على ما يلامس الثلث المعطل من خلال التعاون مع فريق او مكون من المكونات السياسية التي ستتألف منها الحكومة وذلك للتحكم الدائم بالقرار في مجلس الوزراء وتاليا في البلاد .
من هنا تقول الاوساط ، لان الشياطين تكمن في التفاصيل فان الخوف يتزايد في كل يوم ، من متغيرات محلية او اقليمية قد يؤدي حدوثها الى اطاحة هذه الفرصة التي امكن لفرنسا – ماكرون توفيرها بدعم اوروبي وفاتيكاني وقبول اميركي من اجل مساعدة لبنان على وقف التدهور ، سيما وان غيوما عدة بدأت تتجمع في الافق المتلبد في سماء المنطقة ودولها .
وتستغرب الاوساط انقلاب القوى السياسية سريعا على وعودها، ذلك ان لم يكد يمضي اسبوع على مواقف الكتل النيابية في قصر الصنوبر حيث قطعوا الوعود لماكرون بتسهيل التشكيل الى الحد الاقصى، حتى عاد هؤلاء الى نغمتهم القديمة، مداورة ومحاصصة واعراف لم يأت الدستور على ذكرها وتمسك بحقائب ومواقع، وكأن لا انفجار هدم العاصمة ولا دولة مفلسة باتت في اعمق قعر الهاوية وتاليا لا رغبة بالانقاذ. وسألت بعد هذا النوع من الاداء وهذه المواقف التي لا تمت للوطنية بصلة، كيف يعقل لهذه السلطة ان تستمر في حكم ما تبقى من البلاد وبأي عين ستواجه العالم الحريصة بعض دوله على لبنان اكثر من هؤلاء انفسهم؟