بعد ثلاثة أسابيع على استقالة الرئيس حسان دياب، منح الرؤساء سعد الحريري، نجيب ميقاتي، تمام سلام وفؤاد السنيورة الغطاء والدعم السنيين إلى الرئيس مصطفى أديب لتأليف حكومة اختصاصيين مصغرة، يعتمد فيها مبدأ المداورة في الوزارات. هكذا توصّف مصادر مقربة من الرؤساء الأربعة عبر “المركزية” العملية السياسية التي أسقطت اسم أديب على المشهد اللبناني العام.
غير أن هذا الدعم لم يكف الرئيس المكلف ليؤلف حكومة ترضي طموحه، حيث اصطدم بألغام تصفية الحسابات السياسية التقليدية، بدليل الكباش المبكر بين الطرفين حول وزارة المال. كباش يرفض قطب من أقطاب نادي رؤساء الحكومات السابقين التعليق عليه في الوقت الراهن، داعيا إلى انتظار ما ستؤول إليه الأمور. لكنه يؤكد في المقابل أن الدستور واتفاق الطائف لا يكرسان أي مناصب لأي فئات أو أحزاب، ما يفسر تأييد مبدأ المداورة في الوزارات.
وفي انتظار انتهاء مهلة الأسبوعين التي أعطاها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لوضع حكومة جديدة مع برنامج عمل واضح على السكة، لا يرى رؤساء الحكومات السابقون أن تأييدهم لأديب الذي لا يرى حزب الله مشكلة في دعمه للتشكيل، كارت بلانش للضاحية الجنوبية، بل تضحية سياسية قدمها البلد بأسره سعيا وراء فرصة الخلاص.
أما عن تفاصيل الفرصة المتجسدة في المبادرة الفرنسية، فكشفت معلومات “المركزية” أن الرئيس سعد الحريري يتابع ملف التأليف شخصيا، وأن اسم أديب طرح إلى جانب اسمي الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، مع العلم أن مطلعين على أجواء التشكيل يؤكدون أن الرئيس الفرنسي لم يتدخل في طرح الاسم بل طلب أن تكون هناك 3 أسماء مطروحة على بساط المنافسة.
وفي وقت أسقط اسم أديب ترشيح الرئيس الحريري للعودة إلى السراي، علم أن أي رسائل اعتراض لم تصل من أي من دول الخليج على تسمية الرئيس أديب، لا لشيء إلا لأن الخليجيين كما الأميركيين منكفئون تماما عن الساحة اللبنانية، وهو واقع لن يتغير قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل.