في الاسبوع الاخير من شهر اب المنصرم، اندلعت اشتباكات مسلّحة في خلدة بين مجموعة من عرب خلدة ارتبطت باسم الشيخ عمر غصن ومجموعة أخرى من أنصار الثنائي الشيعي، وذلك بسبب تعليق رايات عاشورائية في المنطقة، وأدّت إلى سقوط قتيلين إضافة إلى إصابة ما لا يقلّ عن ثمانية.
ومع ان الجيش نجح في وقف الاشتباكات وإعادة الامور الى طبيعتها بالتزامن مع المساعي السياسية المبذولة من أكثر من طرف، غير ان خلدة لا تزال كالجمر تحت الرماد، لاسيما وان مُسبب الاشتباكات علي شبلي واعوانه بحسب عشائر خلدة لا يزال حرّاً طليقاً.
وسارعت قيادات سياسية ودينية عدة الى الدخول على خط معالجة ما حصل، بسبب حساسية المنطقة السياسية والدينية، حيث إستنفرت الاحزاب الفاعلة على الارض، منها حزب الله وحركة امل وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني لتطويق ذيول الاشتباكات وقطع رأس الفتنة في مهدها، خصوصاً وان الاحداث اندلعت لاسباب “دينية” بسبب تعليق راية عاشورائية.
واوضح بلال غصن عمّ المراهق حسن غصن الذي قُتل في إشتباكات خلدة لـ”المركزية” “ان مطلبنا لا يزال نفسه. تسليم القاتل وتوقيف العصابة التي سبّبت الإشكال.
وفي حين اكدت مصادر مقرّبة من “حزب الله” لـ”المركزية” “ان الموضوع قيد المعالجة، وان هناك تنسيقاً بين زعماء العشائر العربية والمعنيين في المنطقة”، لفت غصن الى “ان حزب الله لا يقول الحقيقة. لا نريد المصالحات. واذا كانت نيّة الحزب حسنة فليُسلّم علي شبلي”، جازماً “بانه ممنوع على عائلة علي شبلي “والعصابة” التابعة له العودة الى خلدة، وهذا قرار عشائري”.
واكد “اننا الى جانب الجيش اللبناني فهو الحامي، ونحن تحت سقف القانون”.
ولفت رداً على سؤال الى “ان رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان يتولّى معالجة ما حصل في خلدة، لكن مساعيه لا تزال في بدايتها”.
من جهته، اكد المتحدّث بإسم عشائر خلدة الشيخ رياض ضاهر لـ”المركزية” “ان اشتباكات خلدة باتت في عهدة القضاء، اذ يتم التحقيق مع المطلوبين”، مشيراً الى “اننا تحت سقف القانون”.
واوضح “اننا تنازلنا عن الدم مقابل عدم عودة شبلي وعائلته الى خلدة. ونحن مع اي حلّ يقترحه العاملون على الموضوع شرط ان يتضمّن عدم عودة شبلي وعائلته الى خلدة، وذلك حرصاً على حياته وسلامة عائلته”.
واثنى ضاهر على ما يقوم به الجيش منذ وقوع الحادثة حتى اليوم. مضيفاً “نعتذر من كل عسكري وضابط، لاننا ارهقناهم”، مطمئناً الى “ان الاستقرار عاد الى خلدة ما دام شبلي وعائلته وعصابته خارجها”.
كما اثنى على المساعي التي يقودها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان لمعالجة ما حصل في خلدة، فهما “لم يقصّرا” في جهودهما لإبعاد لبنان عن الفتنة”.
وختم بالتأكيد “ان لا عدو لنا الا الاسرائيلي. فحتى لو عقد العرب سلاما معه يبقى عدونا. اما خصمنا السياسي فليس عدونا وقد يأتي يوم ونجلس وإيّاه الى الطاولة نفسها من اجل مواجهة العدو الاسرائيلي”.