IMLebanon

 الراعي: نريد دولة قوية بجيشها.. وموقفي من الحياد ليس ضد “الحزب”

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى ان “لبنان بطبيعته محايد وموقعنا على البحر المتوسط فتح لنا أبواب التجارة، فلبنان وشعبه يحبون التجارة وليس الحروب، ولكن مع اتفاق القاهرة عام 1969 وحرب عام 1975 وفلتان الميليشيات، كل هذه الأمور جعلتنا غير حياديّين، وهذا ما أوصلنا الى العزلة والفقر والعوز ولأن نكون نموذجا لأسوأ الشعوب”، مضيفاً “الحياد ليس طبيعة جديدة علينا وليس هو برنامجا، بل هي طبيعتنا، ولذلك عندما ذكرت كلمة الحياد للمرة الأولى منذ أشهر قليلة، تفاعل معها الناس بشكل غير مسبوق. وهذا دليل على أن الناس وجدوا ضالته في الحياد الناشط، وأنا أتفهم أن بعض القيادات لا يمكنها أن تتخذ موقفا رسميا، ولكن تصلني مواقفها من خلال بعض المقربين منها”، وذلك خلال لقائه، في المقر الصيفي في الديمان، وفدا من اللقاء الروحي في لبنان، ضم عددا من رجال الدين من مختلف الطوائف الاسلامية والمسيحية جاء يعلن تأييده “لمواقف غبطته الوطنية ولا سيما لطرح “الحياد الناشط”.

وأضاف: “أما في ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، فنحن كمجتمع لبناني علينا أن نوحد الفكرة، لأننا عندما نتحدث عن موضوع الحياد نعني به ثلاث نقاط أساسية: عدم الدخول في محاور وصراعات وحروب اقليمية لأنها ليست ضمن قدرتنا، ونحن بلد صغير. أما النقطة الثانية، فلبنان بطبيعة تكوينه له دور في الشرق الأوسط كبلد التنوع والسلم وأرض الحريات، أما النقطة الثالثة، والتي يصعب تحقيقها بوجود الدويلات داخل الدولة، والتي أفقدتها قيمتها، فهي دولة قوية بجيشها ودستورها، ما يسمح لها بفرض سلطتها داخليا وخارجيا، وهذه هي الدولة التي نريد. أنا وزعت نص هذا الحياد الناشط ومبادئه على عدد كبير من سفراء الدول، كي تصل هذه الفكرة الى أكبر عدد من دول العالم، وكي نتمكن من انشاء “لوبي” دولي كي نستطيع في يوم من الأيام أن نصبح بلدا حياديا”.

وتابع: “أما في الشق الداخلي، وعلى صعيد لبنان، فقد تلقينا اتصالات وردود فعل من الجميع باستثناء “حزب الله” الذي لم يعلن موقفا رسميا بعد، فكل ما يكتب في بعض الجرائد لا يعنيني ولا يمس بي، وموقفي من الحياد ليس ضد “حزب الله”، بل هو لمصلحة كل اللبنانيين، فالفقر اليوم يطاولنا جميعنا، وأنا أعتقد أنه لا يزال هناك سوء فهم لموضوع الحياد”.

وختم: “ما نريده اليوم هو الولاء للوطن وليس للطائفة، فأنا لبناني قبل أن أكون مارونيا، وكلنا يجب أن نضع لبنانيتنا قبل الطائفة”.