كتبت رندة تقي الدين في صحيفة نداء الوطن:
نبّهت مصادر فرنسية متابعة للوضع اللبناني إلى أنه “في حال تخلت القوى السياسية عن التزامها وتأكيدها للرئيس إيمانويل ماكرون بأنها لن تعيق تشكيل حكومة مهمتها الاصلاح وإخراج لبنان من الأزمة، فسيدفع لبنان كلفة باهظة وستكون الطبقة السياسية كما الشعب ضحية عدم تلقي أي دعم من الخارج إذا فشلت المبادرة الرئاسية الفرنسية”، علماً أنّ ماكرون أعرب عن تفاؤله خلال لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن تتشكل حكومة في لبنان تقوم بالمهمة الإصلاحية، مؤكداً أنّ فرنسا تتابع التفاصيل يومياً بالنسبة للبنان.
إلى ذلك، لم تستبعد المصادر الفرنسية أن تنشأ عن العقوبات الأميركية على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس “بعض الصعوبات”، ولكنها لفتت إلى أنّ العقوبات “كانت متوقعة منذ زمن وقد تتبعها عقوبات أخرى لحلفاء آخرين لـ”حزب الله” من بينهم أسماء وزراء سابقين من العهد العوني”، وشددت على أنّ “العقوبات الاميركية لم تكن منسقة مع فرنسا التي لم تكن على علم بالأسماء ولكن الأمر كان متوقعاً بالنسبة إليها”.
وأضافت المصادر: “فرنسا تتوقع التزام الجميع بالخطة التي عرضها الرئيس ماكرون ولا تريد أن تبدأ القوى السياسية كما عادتها بالمطالبة بحقيبة معينة مثل حقيبة المال أو غيرها”، مشيرةً إلى أنّ “باريس مهتمة أن تتولى حقائب المال والطاقة والعدل شخصيات قادرة على القيام بالإصلاح”، وكشفت أنه “تم تعيين بيير دوكين في مجلس الوزراء الفرنسي الأخير منسق المساعدات الدولية للبنان في ما خصّ المؤتمر الذي تعد له فرنسا لدعم لبنان إذا تم تشكيل الحكومة”.
ورداً على سؤال، أجابت المصادر الفرنسية: “نعتبر أنّ الرئيس المكلف مصطفى أديب قد يشكل الحكومة قريباً وفق ما جرى الالتزام به، والرئيس ماكرون لا يتدخل بأسماء الوزراء وهو كان قد أكد ذلك للقوى السياسية التي اجتمع بها في قصر الصنوبر عندما قال لهم لا تدخلوني في سجالاتكم”.