Site icon IMLebanon

فرنسا لن تترك لبنان.. ولو فشلت مبادرتها الحكومية

يكشف دبلوماسي فرنسي سابق مقرب من دوائر القرار لـ”المركزية” ان باريس لن تترك لبنان حتى ولو فشل الرئيس المكلف مصطفى اديب في تشكيل الحكومة، ولو انها تستبعد هذا الخيار وتراهن على الحكومة الجديدة التي تصر على اسباغها بطابع الاستثناء كونها ستُشكل وفق آلية مختلفة. فالوضع استثنائي والظروف استثنائية ومهمتها استثنائية انقاذية. هي حكومة الطوارئ المتحررة من القيود القديمة المثقلة بالمحاصصة وتوزيع الحقائب والمغانم على القوى السياسية وشخصية رئيسها من خارج الاطار السياسي التقليدي. ان لبنان مع حكومة من هذا النوع لا بد الا ان يستعيد قواه الذاتية. ويستعد للخروج من مستنقع الازمات القاتل والصعود الى الدرجة الاولى من سلم استعادة عافيته.

علاقة فرنسا مع لبنان قديمة قدم نشأة البلد الصغير، يوضح الديبلوماسي، وأبعد طبعا من مسألة تشكيل حكومة. “نحن نؤشر الى الطريق السليم ونراقب التنفيذ سعيا لاخراج لبنان من آفة الفساد التي اوصلته الى هذا الدرك، لذلك نسعى الى حكومة مصغرة خارج الاطار السياسي التقليدي في تشكيل الحكومات الذي اثبت عقمه على مدى عقود.

عن “حزب الله” وسلاحه يقول  الدبلوماسي “الحزب جزء لا يتجزأ من المكونات السياسية  اللبنانية يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين والخوف من سيطرته على لبنان ليس في محله، فهو موجود منذ سنوات ولم يسيطر على البلاد .اما مصيره فلسنا من يقرره. نتابع المفاوضات الاميركية – الايرانية والمسار الذي قد تودي اليه، وننسق مع واشنطن، فإشكالية سلاحه محل تفاوض بين الاميركيين والايرانيين وهو في صلب جدول الاعمال بينهما. نسعى الى تحويل “حزب الله” تدريجيا الى حزب سياسي بالكامل ولا نتعاطى الا مع الجناح السياسي. ثمة طرق كثيرة لنزع السلاح منها الدبلوماسية الناعمة (SOFT ) ومن خلال التفاوض الاميركي الايراني بعد ان تسوق واشنطن الموضوع مع روسيا.

يرد الدبلوماسي على الانتقادات التي تساق ضد فرنسا لمبادرتها الانقاذية واعتبار موقفها تدخلا في شؤون لبنان باستغراب واسع، فمقارنة بالتدخل الايراني المسلح والتركي اخيرا وغيرهما من الدول التي تتدخل في عمق شؤون لبنان الداخلية، يمكن اعتبار فرنسا بعيدة عن كل تدخل.هي لمن فاته الامر من مؤسسي دولة لبنان الذي يحتفل بمئويته. وقد رعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاحتفال بها الى جانب الرئيس اللبناني والمسؤولين في قصر الصنوبر، حيث تم اعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 . فلمَ انتفض البعض عندما تحركت فرنسا ولم يحرك هؤلاء ساكنا ازاء تدخل دول عدة؟ ان باريس تتخطى هذه الاعتبارات، ولا تعيرها اهمية حتى، يختم الدبلوماسي، ومبادرة ماكرون تحظى بدعم شعبي وهو لن يترك لبنان الذي زاره مرتين وسيزوره ثالثة في كانون الاول المقبل، اضافة اعداد مؤتمر دولي لمساعدته استكمالا  لسيدر في باريس ومؤتمر وطني لبناني شبيه بسان كلو للقوى السياسية بحضور الرؤساء للاتفاق على التعديلات السياسية.