كتبت زينة طبّارة في صحيفة “الأنباء” الكويتية:
رأى السفير السابق في واشنطن د .رياض طبارة أن ما يشاع عن خلاف بين البيت الابيض والاليزيه على خلفية ادارة الملف اللبناني غير دقيق، بل العكس هو الصحيح، فالولايات المتحدة تلعب دور قاذفة الصواريخ من خلف الدور الفرنسي، الذي يسعى ديبلوماسيا الى كسر جدار الفساد والتحكم بالشرعية اللبنانية، معتبرا بالتالي ان توقيت العقوبات الاميركية على الوزيرين السابقين علي حسن خليل عن حركة أمل ويوسف فنيانوس عن تيار المردة لم يكن، من وجهة نظر البيت الأبيض، لا اعتباطيا ولا عشوائيا، انما مدروس وضمن حسابات وافية، لفك الطوق عن عملية تأليف الحكومة، لاسيما بعد أن اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بوزارة المالية والوزير السابق جبران باسيل بوزارتي الطاقة والاتصالات.
ولفت د.طبارة في حديث لـ «الأنباء» الى ان العقوبات أتت في منتصف المهلة التي اعطاها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتأليف الحكومة، ما يعني ان الاميركي والفرنسي ومن خلفهما الاتحاد الاوروبي يراقبون عن كثب مسار تأليف الحكومة، وهم اكثر من جديين في تحريره من قبضة القوى السياسية، فالولايات المتحدة سارعت الى إطلاق الدفعة الأولى من العقوبات في سياق دعمها للمسعى الفرنسي المبني أساسا على اتفاق بين الرئيسين دونالد ترامب وايمانويل ماكرون لتفادي انهيار لبنان، اضافة الى قلقهما المشترك من تصاعد الظهور الداعشي في شمال لبنان، المتزامن مع تقدم الدور التركي على الساحة اللبنانية، ناهيك عن قلقهما من وجود اكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري قد يدفع بهما الانهيار حال حصوله الى التوجه غربا.
وردا على سؤال، أكد ان الاستراتيجية الاميركية في لبنان والمنطقة غير محصورة بدعم المسعى الفرنسي لترتيب البيت اللبناني، فالعقوبات الاميركية الجديدة اشبه بالقنابل العنقودية التي تنفجر على مراحل وفي اماكن مختلفة، واهمها ثلاث:
1 ـ تطويق حزب الله ماليا من خلال معاقبة كل من يدعمه داخل وخارج لبنان.
2 ـ سحب ايران الى طاولة المفاوضات بالشروط الاميركية، وذلك من خلال لي ذراعها حزب الله في لبنان، اضافة الى تكثيف العقوبات عليها، ما سرع بانهيارها ماليا واقتصاديا.
3 ـ دعم عملية تأليف الحكومة اللبنانية من خارج القوى السياسية ومن منطلق إصلاحي، علما ان الاميركيين والفرنسيين يدركون ان العقوبات الجديدة على سياسيين لبنانيين، اضافة الى الضغوط على حزب الله، ستتسبب في مزيد من الانكماش الاقتصادي في لبنان، لكن على ما يبدو ان الاميركي والفرنسي يتعاملان مع اولويتهما بمنع انهيار لبنان على قاعدة «وجع ساعة ولا كل ساعة».