أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أننا “لن نغلق صفحة انفجار بيروت حتى معرفة الحقيقة”، معتبرا انّ “التخبط في التحقيق المحلي والمعلومات المتضاربة وانحلال الدولة والشكوك المتزايدة في أسباب الانفجار والحريق الثاني المفتعل والمبهم منذ أيام وإهمال المسؤولين أمور تدفعنا الى المطالبة مجدداً بتحقيق دولي محايد ومستقلّ”.
وشدد في قداس الاربعين لضحايا المرفأ في حريصا، على أن “السيادة لا تتعارض مع العدالة، وإذا كانت الدولة اللبنانية ترفض التحقيق الدولي في الانفجار، فمن واجب الامم المتحدة ان تفرضه لأن انفجار المرفأ وقتل الشعب وتدمير العاصمة جريمة انسانية”.
وسأل الراعي: “لماذا يتعثّر تأليف حكومة مصغرة مستقلة توحي بالثقة والحياد؟ أليس لأنّ المنظومة السياسية غارقة في وباء الأنانية والفساد المالي والمحاصصة على حساب المال العام وشعب لبنان؟ وأين تبخّرت وعود الكتل النيابية بأنها لا تريد شيئاً ولا تضع شروطاً؟”
وأشار إلى انه “لا يمكن بعد الآن القبول بحكومة على شاكلة سابقاتها التي أوصلت الدولة الى ما هي عليه من إنهيار، أي حكومة سيكون فيها استملاك لحقائب وزارية لأي فريق أو طائفة باسم الميثاقية”.
ولفت الراعي إلى أن “ثورة الشباب الغاضبة أقوى من المسؤولين، ومعالم المؤامرة بحق بيروت ولبنان اتضحت في تشويه مطالب الثوار والاعتداء عليهم وفي رفع الشعارات المذهبية وإثارة النعرات وفي تفجير المرفأ.”
وختم الراعي، متوجهاً الى أهالي ضحايا الانفجار، فقال: “إنها ساعة ولادة لبنان الجديد من فلذات أكبادكم التي رحلت إلى مجد السماء مثل ولادة السنبلة من حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت”.