ودعت مدينة زحلة ابنها الدكتور أنيس مسلم بمأتم مهيب، وترأس الصلاة لراحة نفسه في كنيسة دير مار الياس الطوق، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش.
ورثا درويش الراحل قائلا: “في اليوم الذي يرتفع فيه الصليب المقدس، يرتفع معه عن هذا العالم أنيس مسلم، وبارتفاعه تودع سيدة النجاة أيقونة من أيقوناتها الحية، زينت أبرشيتنا وزينت معها مدينة زحلة.”
وتابع: “الدكتور أنيس مسلم من مواليد تربل ومن عائلة كريمة، مؤمنة وملتزمة بالمبادىء والقيم الإنسانية. تلقى دروسه في الكلية الشرقية. وفي الجامعة حاز أولا على دبلوم في الصحافة من معهد الصحافة في القاهرة، ثم إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية، وأنهى دراسات عليا في العلوم الإعلامية والسياسية ثم دكتوراه دولة في العلوم السياسية من باريس. أسس جريدة البلاد التي كانت تصدر في زحلة وتنشر أخبار المدينة والمنطقة، كما كان رئيس تحرير مجلة حضانة الطفل من سنة 1956 حتى 1970، وكان عميدا لكلية الإعلام والتوثيق من عام 1977 حتى 1993. له الفضل الكبير في تأسيس فروع الجامعة البنانية في البقاع كافة، وهو يعتبر عميد هذه الكليات”.
وقال: “لا ننسى أبدا أنه كان أحد مؤسسي الرابطة الفكرية ونادي أنيبال وحلقة الدراسات التوجيهية ونادي زحلة وأصدقاء الموسيقى الكلاسيكية في زحلة ومجلس قضاء زحلة الثقافي، كما شغل منصب أمين عام الاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية في لبنان. له مؤلفات كثيرة في الأدب والإعلام والصحافة والفلسفة والشعر وآخر مؤلفاته كان “على أوتار الحنين”، كتاب عبر من خلاله عن نبل حبه لزوجته الراحلة وحنينه اليها فجاء الكتاب أطروحة صوفية رجائية وقيامية وخلص بقوله بأن كل شيء من الله ولمجد الله”.
وختم: “سيدة النجاة، الأبرشية، الكهنة، المؤمنون والمؤمنات، الأصدقاء والأحباء، كلنا سنفتقد أنيس مسلم، ستذكر الكاتدرائية أن صلاته فيها كانت لنا سندا وقوة وعزاء، لذلك نعلن لكم أن المطرانية ستخلد اسمه مع آخرين ساهموا في تألقها، في مشروع جديد سيعلن عنه قريبا. ”