فرملت حقيبة المال المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون بضرورة تشكيل “حكومة المهمة” ضمن مهلة 15 يوماً، بسبب إصرار الثنائي الشيعي على الحصول عليها بحجّة التوقيع الثالث الميثاقي ضارباً عرض الحائط مبدأ المداورة في الحقائب الذي تعتمده المبادرة الفرنسية.
وفي محاولة “لإنعاش” مبادرة الاليزيه التي قادت الرئيس الفرنسي الى لبنان مرّتين في اقل من شهر، عقد رئيس الجمهورية ميشال عون سلسلة مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية في قصر بعبدا للتباحث في ما آلت اليه التطورات الحكومية وموقفها من الطريقة التي يُدير فيها الرئيس المكلّف مصطفى اديب مركب التشكيل.
لكن يبدو ان مشاورات الرئيس عون اثارت حفيظة الشارع الاسلامي السنّي الذي اعتبرها تجاوزاً لصلاحيات الرئيس المكلّف والعودة الى نغمة التأليف قبل التكليف وإستطراداً التشكيل قبل الثقة البرلمانية.
وفي السياق، اوضحت اوساط اسلامية مطلعة لـ”المركزية” “ان المشاورات التي يُجريها رئيس الجمهورية هي حلقة من حلقات تجاوز الدستور والنظام العام. فهو اقسم اليمين بحماية الدستور والالتزام به، لكن للاسف “التخبيص” مستمر. وهذه المشاورات هي من مهمة الرئيس المكلّف”.
وفي حين لفتت الى “ان سقوط المبادرة الفرنسية التي تحظى بغطاء عربي ودولي معناه سقوط لبنان في المجهول”، اسفت “لان هناك جهات سياسية داخلية لا يهمّها لبنان وانما تحقيق مشاريعها الخاصة”.
وقالت “ما يحصل في الشارع من توترات امنية تحت عناوين مختلفة، بالاضافة الى العقبات التي توضع امام عملية تشكيل الحكومة وما يرافقها من شروط وشروط متبادلة حول شكلها والتشبّث بهذه الوزارة دون تلك ورفض مبدأ المداورة، هي حلقة من حلقات إسقاط لبنان”.
وفي الاطار، اعتبرت الاوساط الاسلامية “ان التمسّك بحقيبة وزارة المال تحت ذرائع مختلفة غير مقبول. لبنان اهمّ واكبر من اي حقيبة. اما القول بان اتّفاق الطائف منح وزارة المال للطائفة الشيعية فغير صحيح. هذا الموضوع نوقش في اجتماعات الطائف، لكن من دون حسمه بسبب عدم الاتّفاق عليه”.
واشارت الى “ان تمسّك طائفة بحقيبة محددة يفتح الباب امام حصر الوزارات والحقائب لطوائف معيّنة. المطلوب الخروج من مستنقعات المذاهب والطوائف والدخول الى رحاب الوطن”، مشددةً على “اهمية ثقافة المواطنة التي يجب على معظم المسؤولين السياسيين ان يتحلوا بها، لان الوطن فوق الطوائف والمصالح”.
وختمت “مئة عام على اعلان دولة لبنان الكبير ولا تزال الطوائف تطالب بوزارات لها، معناه اننا لم نتعلّم من هذه التجربة، وفشلنا في بناء وطن”.