اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “الاشكال في ميرنا الشالوحي لم يكن بين “التيار الوطني الحر” و “القوات اللبنانية”، بل بين التيار واي احد لا يسير خلفه لأنه لا يتقبل بأي شكل فكر الآخر وهذا امر خطير جدا”.
وعن الخلايا النائمة والمجموعات الارهابية، اعتبر بو عاصي معتذراً، انه “يجب ابادتهم”، مؤكدا ان “لا شفقة ولا رحمة مع هذه المجموعات ذات التفكير المعتور والمقاربة المشوهة لحرية وكرامة الانسان”.
ولفت إلى أن “نزول التيار السبت الماضي الى بعبدا والحدت والحازمية واعتداءه بالضرب والاهانات على اي من المارة الذين اعتبر انهم يستفزوه يعكس نية لافتعال مشكلة ولا علاقة للقوات بذلك بتاتاً.”
وشدد بو عاصي في حديث عبر اذاعة “الشرق” على “ضرورة الخروج من طرح الامور من باب ثنائية “التيار” و”القوات”، واردف: “هناك محاولة للسلطة التي تقدّم اداء فاشلا في الحكم لإغراق الجميع في ظل غياب الرؤية لديها والقدرة على تحمل اي مسؤولية وفي مقدمها مسؤولية انفجار المرفأ وتدمير بيروت. انها تسعى الى جرّ الجميع الى القعر الذي لا تستطيع الخروج منه كي تقاسمهم الفشل ولن نسمح بذلك”.
وتابع: “لم يحصل أي استفزاز ولا يمكن التذرّع بذلك لتبرير إطلاق النار في الهواء. لا يمكن الاستخفاف بإطلاق النار الذي قد يودي بحياة الناس. لذا نطالب القوى الأمنية والقضاء بكشف ملابسات الحادث. إن نضع الضارب والمضروب بنفس الخانة ونحملهم نفس المسؤولية، نضرب كل منظومة القيم والاخلاق والقضاء القانون”.
ورأى ان “من لا يزال يعاني من أحقاد الماضي ويعيش في الماضي فهذه مشكلته، مؤكداً: “نحن كقوات لبنانية غير معنيين بل نصبّ جهودنا لبناء مستقبل لبنان. همنا ان الدولار لامس الـ10 الاف ليرة، ان بيروت دمرت، ان الشريان الحيوي اي المرفأ ضرب ولا نسعى للدخول في أي كباشات أو سجالات عقيمة مع اي طرف”.
واعرب بو عاصي عن ان “القوات” ملوّعة من قلة الضمير والمحاصصة وعدم الاهتمام بواقع الناس الاقتصادي والمعيشي، وتوقف عند المسعى الفرنسي قائلا: “خارطة الطريق الفرنسية التي حملها معه الرئيس الفرنسي ايمانوال ماكرون تصلح لوقف النزف في لبنان واعادة العجلة الاقتصادية بفاعلية واجراء الاصلاحات. لقد أصبحت خارطة لبنانية بعد موافقة الأفرقاء السياسيين عليها.
واعتبر أنه “لضمان نجاح خارطة الطريق التي تدعمها “القوات” نحن بحاجة لتشكيل حكومة، واستطرد: “نحن لم نسمِ مصطفى أديب وهذا خيارنا وحقنا، ولكننا نشجعه على تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين يتمتعون بالنزاهة والكفاءة. ان كانت كذلك مع مداورة بالحقائب، فتوجهنا هو لدعمها لأن الامر ابعد من مصلحة حزبية بل هناك مصلحة وطنية عليا”.
وقال بو عاصي: “المفاجئ ان من سمّوا اديب يعرقلونه اليوم، أكان الثنائي الشيعي أو تيار رئيس الجمهورية بمحاصصة وكباش على الحقائب كوزارة المال او الطاقة، مشيراً الى ان “اسخف ما في المحاصصة انها تأتي ممن يدعون العلمانية ويطالبون بالدولة المدنية ويدخلون في اصغر تفاصيل الاعتبارات الطائفية. هذا يهدد بالاطاحة بالعملية الدستورية والمساعي الانقاذية والاقتصادية والمالية”.
رداً على سؤال عن اللقاءات التي يعقدها رئيس الجمهورية للتشاور في تأليف الحكومة، اجاب: “المشاورات اليوم في قصر بعبدا هي تجاوز للاعراف، اما الدستور فلا ينص ايجاباً او سلباً عنها. هذه المشاورات تشبه الدعوات السابقة وهدفها إضاعة الوقت وتوزيع الفشل، فيما المسؤولية تقع على المسؤول في وقت المطلوب هو تحقيق نتائج ملموسة وكل شيء خارج هذا الإطار إمعان في نحر الشعب اللبناني”.
وأعلن بو عاصي ان “القوات بلّغت الجانب الفرنسي الذي تتواصل معه بشكل دائم أنها لا تريد شيئاً من الحكومة إلا نجاحها بخارطة الطريق وان تكون مكوناتها من اهل الاختصاص المستقلين.”
وتابع: “ان لم تصل المبادرة الى خواتيمها، إما يقفل ماكرون الملف ويقول “دبّروا حالكن” ونستمر بالانهيار المتواصل منذ سنوات وخصوصا في اخر 4 سنوات وحينها سنكون امام كارثة اقتصادية كبرى. اما الاحتمال الثاني فهو ان يقول ماكرون انا خائف من تحوّل لبنان لشعب بلا دولة كالصومال، لقد وثقت بكم لكنكم لم تفوا بوعدكم لي. حينها يحمّلهم المسؤولية ويدعوهم الى الاستعداد لردات فعل قاسية جدا. فرئيس فرنسا الدولة العظمى ليس مضطرا ان يدفع من رصيده ويفشل في مسعاه بسبب كذبهم وتخاذلهم”.
ورأى بو عاصي ان “لبنان محكم بالإعدام إذا استمر انخراطه في الصراعات الإقليمية بسبب جزء من اللبنانيين الذين يشرعون الابواب للخارج.”
واردف: “كاننا لم نتعظ من تجربتنا جميعاً بالاستقواء بالخارج والثمن الكبير الذي دفعناه. هذا امر مستمر وتحديدا مع الثنائي الشيعي كأكبر مكون لديه ارتباطات خارجية. لذا دعوة البطريرك الراعي للحياد هي الخلاص”.
ردا على سؤال، اجاب: “لا يحق للرئيس نبيه بري ان يحدد ما هو ميثاقي او غير ميثاقي. الميثاقية بتعريفها هي عقد فكري وثقافي وسياسي بين طرفين على الأقل، لذا ليس بإمكان طرف لوحده تحديد مفاهيم الميثاقية”.
كما حذّر بو عاصي من ان اعتماد الثنائي على منطق اما تقومون بما نطلبه او تحملوا الفشل هو منطق آخذي الرهائن والخاطفين الذين يقدمون حين يسعى احدهم الى تحرير الرهائن الى قتلهم وتحميل المحررين المسؤولية وهذا منطق لا يجوز.
وقال بو عاصي، تعليقاً على حادثة البداوي: “انحني اجلالا امام شهداء الجيش اللبناني وآخرهم الاربعة الذين سقطوا في الشمال امس، وامام تضحياتهم وصلابتهم وارادتهم بحماية المجتمع والناس والوطن”.
وتوقّف عند ظاهرة الخلايا النائمة موضحاً: ” هذه الظاهرة غزت العالم بكل أسف في السنوات الماضية. قبل “داعش” كان هناك “النصرة” وقبلها “القاعدة”. كما كان هناك مجموعات ارهابية تعمل منفصلة كذئاب وحيدة”.
كذلك، اكد بو عاصي ان مواجهة هذا الظاهرة تتطلب أولا جمع الكثير من المعلومات وتعاونا كبيرا بين الاجهزة الامنية والمخابرتية كافة وثانياً ضربهم بقوة.
وأضاف: “اعتذر مسبقاً عن التعبير – ومع حرصي على البعد الانساني – يجب ابادتهم. فلا شفقة ولا رحمة مع هذه المجموعات ذات التفكير المعتور والمقاربة المشوهة لحرية وكرامة الانسان”.