يقترب لبنان من حافة الانهيار الشامل دولة وكيانا، وتُعتبر المبادرة الفرنسية التي يقودها الرئيس ايمانويل ماكرون، حبل الخلاص الوحيد المتوفر امامه راهنا، في وقت يتلهى المسؤولون فيه بالاختلاف كالعادة على المحاصصة المذهبية والشخصية في التركيبة الوزارية التي تحتاجها البلاد اليوم اكثر من اي وقت لتكون على شاكلة ما حدد عناوينها الرئيس ماكرون، مصغرة من الاختصاصيين البعيدين عن الاحزاب والقوى السياسية المتحكمة بمفاصل الوطن الذي يئن مما ارتكبه في حقه اهله.
ولبنان الذي تضيق فرص الانقاذ امامه، بات اليوم أمام خيارين، اما الاستجابة سريعا الى المبادرة الفرنسية، وتشكيل حكومة “مهمة” تباشر في تنفيذ الاصلاحات بحسب الاولوية المعروفة (القضاء والكهرباء والمرفأ والمعابر) وسواها، او الذهاب الى الفوضى الامنية وتاليا الحرب الاهلية على ما تؤشر اليه الوقائع في البلاد وبعد بدء استيقاظ الخلايا الارهابية النائمة من جديد.