في مؤشر مُقلق، استأنفت أعداد الإصابات اليومية بـ«كورونا» الارتفاع مع إعلان وزارة الصحة، أمس، تسجيل 685 حالة (669 مُقيماً و16وافداً)، 14 منها في القطاع الصحي الذي بلغ مجموع المُصابين في صفوفه 810. كما أعلنت تسجيل أربع وفيات جديدة ليصبح إجمالي ضحايا الوباء 263، مع توقّع ارتفاعه في الأيام المقبلة في ظل إقامة 128 شخصاً في العناية الفائقة، وزيادة عدد الحالات التي تستدعي الاستشفاء إلى 454، وهو الرقم الأعلى الذي يُسجل منذ بداية انتشار الوباء أواخر شباط الماضي. وهذا ما يُنذر بواقع أسوأ مع اقتراب «التقاء» الموجة الثانية من «كورونا» مع موسم الإنفلونزا، ما يفاقم الضغط على القطاع الصحي ويعرّض حياة المئات للخطر نتيجة فقدانهم فرصة الحصول على سرير وتلقّي العلاجات اللازمة.
في هذا الوقت، لا تزال وزارة الصحة تسير بخطوات بطيئة لتدارك الوضع الذي يزداد ثقلاً كل يوم، سواء على صعيد مراكز الحجر أو على صعيد تجهيز المُستشفيات والتزوّد بأجهزة التنفس.
وفي هذا السياق، أعربت خليّة الأزمة في نقابة أطباء لبنان عن تخوّفها من الوصول الى وضع يكون فيه وباء كورونا «أسوأ مما هو عليه»، مُشيرةً إلى أنه «رغم أن أعداد الحالات الحرجة لا تزال مضبوطة ونعالجها، لكن المُستشفيات أصبحت مليئة بالمرضى»، مُطالبةً بـتجهيز المُستشفيات الخاصة والحكومية بالمُستلزمات الطبية الضرورية في أسرع وقت ممكن.
وفيما رأى الأطباء المُجتمعون أن المُستشفيات الميدانية لا لزوم لها، وأنها «لا تفي بالغرض في حال تفاقم حالات الكورونا»، أكدوا أن النقابة «لم تتسلّم شيئاً من المُساعدات التي كنّا ننتظرها والوعود لا تزال حبراً على ورق».
وذكّرت الخليّة بإلزامية علاج المريض حتى لو كان مصاباً بالكورونا، مؤكدةً أنه «لا يحق للطبيب أن يمتنع عن معالجة مريضه، بل هو ملزم بإعطاء العلاج من دون شروط، وعليه اتخاذ الاحتياطات اللازمة». وحثّت البلديات من ناحية ثانية على ضرورة القيام بواجباتها في التوعية والمساعدة في مراقبة المرضى في الحجر المنزلي.
اللافت في اجتماع الخلية التي ترأّسها النقيب شرف أبو شرف، أمس، هو تأكيد المسؤول الصحي في سجن رومية تسجيل أكثر من 200 حالة مثبتة بالكورونا، لافتاً إلى أن إدارة السجن أخذت كل الاحتياطات اللازمة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، «لكن المشكلة الأساسية تكمن في عدم تعاون السجناء مع الإدارة الصحية في السجن وعدم انصياعهم للتدابير الصحية الضرورية، وهذا أمر خطير. إذ لا يمكن تجاوز هذه المحنة والتغلّب عليها إلا بالتعاون بين المريض والفريق الطبي المعالج وتطبيق الإجراءات الوقائية، وإلا ستتفشّى العدوى وتطال الجميع».