كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
التوت متعدّد الأنواع والأشكال والألوان والنكهات. وفي حين أنّه يتمّ غالباً تسليط الضوء على التوت الأزرق، والأسود، والعلّيق، والبرّي، لكن هناك نوعاً آخر يُعرف بالتوت الذهبي قلّما يتمّ الترويج عنه، غير أنّه يُستخدم في منتجات كثيرة، والأهمّ أنّه يملك فوائد غذائية وصحّية مُذهلة جداً!
يُعرف التوت الذهبي أيضاً بفاكهة الحَرَنكش، واسمه العلمي Physalis Peruviana. وفي حديث خاصّ لـ”الجمهورية”، قالت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، إنّ “الحرنكش يُزرع في المناطق الساحلية مثل أميركا الجنوبية وأوروبا، وهو كُرويّ الشكل وبرتقالي اللون وله قشرة خارجية. وما يجهله الكثيرون، أنّه يمكن استهلاكه بطرق عديدة، من حيث تناوله طازجاً وإضافته إلى السَلطات أو عصير الفاكهة على شكل كوكتيل، أو حتى استعماله لصناعة المربّى والصلصة والحلويات والمثلّجات”.
غير أنّ قسطنطين شدّدت على “ضرورة تناول الحرنكش بشكله الناضج، وإلّا فإنّه قد يكون سامّاً بسبب احتوائه على مادة “Solanine” التي تبيّن أنّها قد تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وتشنّجات وإسهال”.
ولكن بشكلٍ عام، أوضحت قسطنطين، أنّ “الحرنكش مُفيد جداً للصحّة ويتمتّع بقيمة غذائية عالية، بفضل احتوائه على كثير من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. وبالنسبة إلى وحداته الحرارية، فهي قليلة نسبياً، حيث أنّ كل 100 غ من التوت الذهبي تؤمّن 53 كالوري، بالإضافة إلى 1,9 غ من البروتينات، و11,2 غ من الكربوهيدرات، و0 غ من الدهون”.
ماذا عن أبرز منافع الحرنكش؟ إليكم أبرز ما كشفته خبيرة التغذية:
منجمٌ من البيتا-كاروتين
يحتوي الحرنكش على جرعة هائلة من مادة بيتا-كاروتين المضادة للأكسدة التي تنتمي إلى عائلة الكاروتينات، والتي تُعتبر مهمّة جداً لصحّة العيون، بما أنّها تحميها من مشكلات كثيرة أبرزها إعتام عدسة العين والتنكّس البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر. وبالتالي، فإنّ الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الرؤية ليلاً، يمكنهم الإفادة من تناول الحرنكش.
يردع سرطان الرئة
يبدو أنّ الحرنكش يخفّض خطر الإصابة بسرطان الرئة، وقد أكّدت ذلك دراسات كثيرة من بينها واحدة نُشرت في مجلّة “BMC Cancer” حيث وجدت أنّ هذه الفاكهة تحمي من أنواعٍ عديدة من السرطانات، خصوصاً سرطان الرئة، بفضل غناها بمضادات الأكسدة.
يُعزّز الجهاز المناعي
يرجع ذلك إلى احتواء الحرنكش على جرعة عالية جداً من الفيتامين C المضاد للأكسدة، والذي يلعب دوراً فائق الأهمّية في تعزيز المناعة، والحماية من الإصابة بالإنفلونزا وتخفيف أعراضها، والتحصين ضدّ الفيروسات ومختلف الأمراض. ناهيك عن أنّ الفيتامين C أساسي للحفاظ على نضارة البشرة وشبابها، ما يعني أنّ الحرنكش يساعد في إنتاج الكولاجين في الجلد ويحارب الالتهاب ويدعم إلتئام الجروح.
يتصدّى للكولسترول
بما أنّ التوت الذهبي يحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة، فإنّه يساعد في التخلّص من الكولسترول الضارّ في الأوعية الدموية، ليساهم بذلك في خفض ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب والشرايين وخطر التعرّض لنوبات قلبية.
يؤثر إيجاباً في السكّري
يُعدّ الحرنكش خياراً ممتازاً لمرضى السكّري، لأنه يملك مؤشراً منخفضاً لنسبة السكّر في الدم، ما يعني أنّه يساعد في التحكّم في مستويات السكّر في الدم.
يحمي الكبد والكِلى
وجدت دراسة أخيرة نُشرت في مجلّة “Dietary Supplement” أنّ الحرنكش يسهم في تقليل خطر تليّف الكبد ويساعد في الوقاية من أمراض الكِلى لاحتوائه على كمية ضئيلة من الصوديوم. ومن جهة أخرى، وبما أنّه مليء بمجموعات كثيرة من الفيتامينات B، فهو يساعد في حماية الحمض النووي وأيضاً إصلاح الضرر الذي يُصيبه.
التوت الذهبي… الأفضل؟!
وردّاً على سؤالٍ عمّا إذا كان يجب تفضيل التوت الذهبي على سائر أنواع التوت، قالت قسطنطين، إنّ “كل نوع يتميّز بخصائصه الغذائية والصحّية الفريدة، وبالتالي المطلوب التنويع بين فصيلة التوت وليس الاكتفاء بالتركيز على نوعٍ معيّن. فعلى سبيل المِثال، كل كوب من التوت البرّي المعروف بالـ”Cranberry” يزوّد الجسم بـ46 كالوري، وكثير من الألياف الغذائية غير القابلة للذوبان التي تَعبُر المعدة بِلا هضم. ويشتهر الكرانبيري في غناه بالفيتامين C، حيث أنّ كل 100 غ منه تحتوي على 13,3 ملغ من الفيتامين C، أمّا التوت الذهبي فيؤمّن 11 ملغ للكمية ذاتها.
كذلك يتميّز الكرانبيري باحتوائه على الكثير من مادة بوليفينول المضادة للأكسدة، والتي تحمي من أمراض القلب. ناهيك عن أنّه يساعد في خفض الإصابة بإلتهاب المسالك البولية، ما دفع شركات أدوية كثيرة إلى إدخاله في صناعة المكمّلات، لفاعليته في الوقاية وحتى علاج إلتهاب المسالك البولية. ويرجع الفضل إلى احتوائه تحديداً على مادة تمنع إلتصاق البكتيريا بجدار المسالك البولية والمبولة. واللافت أيضاً أنّ التوت البرّي يحارب بكتيريا “Helicobacter” التي تُصيب المعدة وتسبّب سرطان المعدة، وبالتالي فهو يساهم في تعزيز صحّة المعدة والوقاية من القرحة والسرطانات”.