Site icon IMLebanon

ما الذي يجب معرفته عن “كورونا” والبدانة؟

كتبت سينتيا عواد في الجمهورية:

لطالما رُبطت البدانة بزيادة خطر الإصابة بأمراض كثيرة، بما فيها ضغط الدم العالي، والنوع الثاني من السكّري، وحتى بعض اضطرابات المناعة الذاتية والسرطان. لذلك، ليس من المُفاجئ أنّ احتمال الإصابة بالمرض حقّاً بسبب «كوفيد-19» يرتفع في حال معاناة زيادة الوزن.

في حين أنّ العمر قد يتصدّر لائحة عوامل خطر التأثر الشديد بـ«كورونا»، غير أنّ آخر الأبحاث العلمية أظهرت أنّ البدانة تُعدّ العامل التالي الأكبر.

طوال فترة الوباء، بيّنت الدراسات أنّ العديد من المرضى الأكثر تأثراً بـ«كوفيد-19» كانوا أيضاً أكثر ميلاً لمعاناة البدانة. وفي مراجعة لـ75 دراسة نُشرت في آب 2020 في مجلّة «Obesity Reviews»، حلّل الباحثون السجلّات الطبية لنحو 400 ألف مُصاب بـ«كورونا»، ووجدوا أنّ الذين يشكون من البدانة كانوا 113 في المئة أكثر مَيلاً للمكوث في المستشفى، و74 في المئة أكثر عرضة لدخول وحدة العناية المركّزة، و48 في المئة أكثر عرضة للوفاة مُقارنةً بنظرائهم الذي يتمتعون بوزنٍ صحّي.

اللافت أيضاً أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، زاد الخطر بشكلٍ عام! وتوصّلت دراسة صدرت في آب 2020 في «Annals of Internal Medicine» وشملت نحو 7 آلاف مريض بـ»كورونا»، أنه وفي حين أنّ خطر الموت تخطّى الضعف لدى المرضى الذين يبلغ الـ«BMI» لديهم 40 مقارنةً بالذين يملكون معدل «BMI» طبيعياً، إلّا أنه تضاعف 4 مرّات لدى الذي يملكون «BMI» يبلغ 45 على الأقل.

الأطباء غير متأكدين تماماً من السبب الذي يجعل البدانة تفاقم فيروس «كورونا»، ولكن هناك نظريات عديدة، أبرزها ما كشفه خبراء موقع «Livestrong»:

الالتهاب المُزمن

قد يرجع أحد الأسباب إلى أنّ البدانة تسبب حالة من الالتهاب المُزمن المنخفض الدرجة. ويبدو أنّ «كوفيد-19» هو بحدّ ذاته اضطراب التهابي، وبالتالي عندما يتمّ الجمع بين الاثنين، فذلك يشكّل حتماً «عاصفة كاملة». وكنتيجةٍ لذلك، يكون المرضى أكثر عرضة لمواجهة نوع من ردّ فِعل للجهاز المناعي مُبالغ فيه، حيث يبدأ الجسم بمُهاجمة خلاياه وأنسجته بدلاً من الاكتفاء بمحاربة الفيروس.

أمراض أخرى مُزمنة

من المُحتمل أيضاً أنّ البدناء هم أكثر عرضة لمعاناة مشكلات صحّية أخرى مُزمنة يبدو أنها ترفع خطر مضاعفات «كورونا»، مثل النوع الثاني من السكّري وأمراض القلب أو الكِلى.

وظائف الرئة

إنّ ضعف وظائف الرئة قد يكون عاملاً آخر. فالبدانة تُغيّر باقي وظائف الأعضاء، بما فيها خفض حجم الرئتين وقدراتهما بسبب كثرة الدهون المُحيطة بهما. وفي المقابل، يمكن لهذا الأمر أن يزيد من احتمال معاناة مجموعة تعقيدات مثل الالتهاب الرئوي أو حتى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهي حالة تُهدّد الحياة وقد تحدث في حالات «كوفيد-19» الشديدة.

تحدّيات العلاج

البدانة قد تقلّل من احتمالية الاستجابة لعلاج «كورونا»، إذ إنّ هناك صعوبة أكبر لِوضع البدين مُستلقياً على بطنه، وهي الطريقة المُستخدمة غالباً في المستشفيات لفتح الشعب الهوائية. فضلاً عن وجود صعوبة أكبر لتهوية المريض المُصاب بالبدانة. كذلك يبدو أنّ البدناء ليسوا فقط أكثر مَيلاً لنشر المرض للآخرين، إنما أيضاً لمواجهة أعراض أكثر حدّة.

ما العمل للبقاء بصحّة جيّدة وآمنة؟

يجب على كل الناس عموماً، والبدناء خصوصاً، التعامل بجدّية مع «كوفيد-19». المطلوب الحفاظ على مسافة آمنة بين الآخرين، وارتداء قناع الوجه بانتطام أثناء التواجد خارج المنزل، والحرص على خسارة الكيلوغرامات الزائدة بشكل تدريجي، وتبنّي عادات صحّية تساعد على تقوية المناعة مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم لساعات كافية، واتّباع حمية البحر الأبيض المتوسط المرتكزة على الخضار والفاكهة والسمك والدهون الجيّدة كالمكسّرات وزيت الزيتون، ومحاولة خفض مستويات التوتر.