فاضت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات على عبارة رئيس الجمهورية ميشال عون بأنه “في حال لم تتشكل حكومة فنحن ذاهبون إلى جهنّم”، وانقسم المعلقون بين الساخرين والمنتقدين وبين المدافعين. ولكن لم يسأل أحد نفسه ماذا تعني عبارة أننا “ذاهبون إلى جهنم”؟
في الوقائع التي يكشفها مطلعون، فإن ما ينتظر اللبنانيين لا يقلّ في العمق عن العيش في جهنم حقيقية، لأن ما سيحصل هو الآتي ونورد منه عددا من الأمثلة ليس أكثر:
ـ توقف الدعم عن المواد الأساسية التي ستنقطع وما سيبقى منها متوافراً سيكون بكلفة خيالية، والمواد الأساسية كما هو معروف: الطحين والمحروقات والأدوية.
ـ الدولار سيرتفع إلى أرقام خيالية.
ـ ستنقطع الكهرباء لأن مؤسسة كهرباء لبنان لن تتمكن من شراء الفيول ولأن أصحاب المولدات لن يتمكنوا من شراء المازوت، ومن يتمكن من شراء المحروقات سيفعل ذلك بأسعر باهظة ما يجعل كلفة تشغيل المولدات خيالية أي ستكون كلفة الـ5 أمبير خيالية.
ـ ستتوقف خدمة الهاتف الخلوي لأن الشركات ستكون عاجزة عن تأمين المازوت للمولدات التي تؤمن الكهرباء لأعمدة الإرسال، وبالتالي لن يعود بمقدور اللبنانيين استعمال شبكة الهاتف الخلوي.
ـ ستتوقف المستشفيات عن استقبال المرضى بسبب فقدان المستلزمات الطبية كما بسبب عدم القدرة على تشغيل المولدات الخاصة، ما سيؤدي إلى كوارث صحية.
ـ ستنقطع المياه عن المنازل بسبب انقطاع الكهرباء عن محطات الضخ.
ـ لن تتوفر أي وسيلة تدفئة خلال فصل الشتاء، من المازوت إلى الكهرباء ولن يبقى سوى الحطب.
ـ سينقطع عدد كبير من المواد الغذائية من الأسواق، إضافة إلى أن ما يبقى متوافراً سيكون بأسعار باهظة، وهذا ما سيؤدي إلى مجاعة كبرى.
هذا السيناريو ليس خيالياً على الإطلاق، وما ذكرناه هو غيض من فيض وليس للتهويل بل هو السيناريو الأكثر واقعية لما سيحصل، والتجسيد الفعلي لجهنم التي سندخلها في حال أصرّ الثنائي الشيعي على عرقلة المبادرة الفرنسية وتشكيل الحكومة الجديدة وبالتالي غسل المجتمع الدولي يديه منّا. فهل من يتّعظ قبل فوات الأوان؟