يومان على انفجار عين قانا الضخم الذي هزّ اقليم التفاح والجنوب عموما من دون ان يعرف الجنوبيون الذين تداولوا بكثرة صورا وفيديوهات عن اضرار الانفجار البالغة، اسبابه ومن استهدف وما الذي انفجر في ظل إطباق عناصر حزب الله وحركة امل على المكان ومنع اي كان من الاقتراب واعتراض الاعلاميين وقطع الطريق على المصورين وتعنيفهم لعدم التقاط اي صورة توثّق ما جرى. قيادة الجيش اكدت فتح تحقيق لكن كما في الاول، كذلك في الثاني، لا نتيجة حتى الساعة.
انفجاران مدمران عين قانا ومرفأ بيروت، ولئن غير متساويين في الحجم، بقيا لقيطين، يتيمين لا من يعلن اسبابهما ولا نتائج التحقيقات، فيما المعروف فقط حجم التداعيات التي يدفع ثمنها الشعب اللبناني ارواحا واضرارا في ممتلكاته واعصابا تلفت لكثرة ما تلقت من صدمات، فيما المخاوف تتنامى من انفجارات جديدة تحذر منها اكثر من جهة دولية ومخابراتية في اطار عودة استخدام الساحة اللبنانية صندوق بريد للرسائل الساخنة في اطار الصراعات الدولية والاقليمية، ما دامت السياسية لم تؤد الغرض وفق المعطيات.
اوساط سياسية معارضة تسأل عبر “المركزية” هل فتحت الدولة اللبنانية تحقيقا في انفجار عين قانا ام ان الاقتراب من المنطقة محرّم من دولة حزب الله الرديفة؟ الم يكن الاجدى بالحزب الذي يخوض معارك سياسية حكومية على انقاض ما تبقى من الجمهورية اللبنانية، ان يفسح المجال امام اجهزة الدولة للقيام بواجبها الامني، بما تبقى منه، وتكشف الحقائق ما دام الجميع يعرف ان حزب الله يخزن اسلحة في قرى الجنوب، والفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت كالنار بين الهشيم كاشفة حجم الاضرار؟
واذا كانت “نهفة” معلم التلحيم الممجوجة لم تستخدم في انفجار عين قانا، لكونها لم تعد تنطلي على اللبنانيين، الم يكن على الحزب بأضعف الايمان ان يعبّرهم ببيان يشرح ما جرى ولو لم يقل كل الحقيقة، ام ان قدر الاستخفاف بهم بلغ حدّ عدم تكبّد هذا العناء؟
المعطيات الميدانية والتحذيرات الخارجية المصدر لا تطمئن ولا تبعث على الارتياح، لا بل تحمل الكثير من عناصر القلق ازاء احتمال حصول تفجيرات جديدة في بلد خاصرته رخوة وارضه خصبة ومشجعة على استخدامه امنيا وساحته مخروقة بالارهابيين وخلاياهم النائمة وبأطماع اسرائيل التي لم يعد لها من مكان على الارجح، بعدما انهار البلد وسلبت دوره الريادي في الدول العربية بعد “اتفاق ابراهيم”، و”ابراهيمون” كثر على درب التطبيع، فيما لبنان ينازع بفعل حسابات المصالح الخاصة وساعة اعلان وفاته تقترب ولا من يهتم..فالمهم حقيبة لطائفة ووزير لأخرى…” وبعد … ما ينبت حشيش”.