Site icon IMLebanon

ماكرون يقف وراء طرح الحريري أن يكون وزير المال شيعيا

كشفت مصادر سياسية لبنانية أنّ فرنسا وضعت كلّ ثقلها خلف رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بعدما دفعته إلى طرح فكرة قبول تولي وزير “شيعي” حقيبة المال في الحكومة التي يسعى مصطفى أديب إلى تشكيلها. وسارعت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء إلى “الترحيب بالإعلان الشجاع” الصادر عن سعد الحريري.

وظهر واضحا أن طرح الحريري يلقى أيضا دعما دوليا، إذ أعلن يان كوبيتش ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان تعليقا على طرح الحريري “يجدر بالقادة السياسيين الآخرين التعاطي مع مثل هذا النهج بإيجابية مماثلة من دون وضع العراقيل السياسية. ينبغي عدم إضاعة هذه الفرصة الفريدة من أجل الشروع في إنقاذ لبنان وشعبه من أزمة وجودية حقيقية تهدد بالانهيار، وكذلك لضمان دعم المجتمع الدولي”.‎

وأضاف كوبيتش أن الإعلان الصادر عن الحريري مهد الطريق السياسي لتشكيل حكومة مهمة على وجه السرعة للبدء بتطبيق خارطة الطريق الإصلاحية التي أقرتها القوى السياسية اللبنانية في الأول من أيلول.

وذكرت المصادر السياسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا شخصيا الحريري إلى تقديم اقتراحه المرفق بشرطين بعدما اعتبر أن المبادرة الفرنسية تجاه لبنان ستنهار نهائيا في حال فشل مصطفى أديب في تشكيل حكومة مصغّرة تضمّ اختصاصيين من خارج الأحزاب السياسية.

وأوضحت هذه المصادر أنّ الرئيس الفرنسي وضع كلّ ثقل بلده في الميزان من أجل تفادي الفشل في لبنان.

واعتبرت أنّ طرح الحريري، الذي لم يجد قبولا في الأوساط السنّية، لاقى صدّا من حزب الله الذي رفض شرطيْ أن يكون وزير المال “شيعيا” لمرّة واحدة فقط وأن يسمّيه رئيس الوزراء المكلّف من خارج الأحزاب السياسية.

لكنْ بدا واضحا أن طرفي “الثنائي الشيعي”، وهما حزب الله وحركة أمل قرّرا التريّث قبل الرد نهائيا على اقتراح سعد الحريري؛ إذ سرّب نبيه برّي رئيس حركة أمل ورئيس مجلس النوّاب أنّه “ينظر بإيجابية” إلى طرح رئيس الوزراء السابق.

وقال إيلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب إنه يرى الآن “إمكانيات واعدة” قد تساعد على إنهاء أزمة تشكيل الحكومة.

وأضاف الفرزلي، في تصريحات أدلى بها بعد محادثات مع بري وبعد إعلان الحريري اقتراحه، أن “هناك إمكانيات واعدة يمكن البناء عليها، ولكن علينا الانتظار قليلا”.

واقترح الحريري في بيان له الثلثاء مخرجا من الأزمة هو تسمية مرشح شيعي “مستقل” لتولي حقيبة المالية.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن “هذا الإعلان يمثل فرصة وينبغي أن تدرك كل الأحزاب أهميته حتى يتسنى تشكيل حكومة مهام الآن”.

وأخفق السياسيون اللبنانيون بالفعل في الوفاء بالتزامهم تجاه الرئيس الفرنسي؛ إذ سبق أن وعدوا باريس بتشكيل حكومة بحلول منتصف أيلول.

وقال الرئيس ميشال عون يوم الاثنين إن لبنان ذاهب إلى “جهنم” إذا لم يتمكن من تشكيل حكومة لمواجهة أزمة أصابت البنوك بالشلل وأدت إلى انهيار قيمة الليرة وأوقعت الكثيرين في براثن الفقر. وعون المسيحي حليف لحزب الله.

وتفاقمت الصعاب التي يواجهها لبنان بالانفجار المدمر الذي وقع في الرابع من أغسطس في مرفأ بيروت. وتعرضت البلاد لهزات أخرى على وقع حرائق تالية اندلعت في المنطقة وحولها، وكذلك الانفجار الذي وقع الثلاثاء في جنوب لبنان.