تمضي السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا العطلة السنوية في واشنطن، حيث تجري اتصالات مع بعض المسؤولين المعنيين في الملف اللبناني قبل عودتها المتوقعة مطلع الشهر المقبل وإستئناف نشاطها الدبلوماسي.
ومع انتهاء عطلتها الصيفية “الطويلة نسبياً”، توقّعت اوساط مطلعة عبر “المركزية” “ان تحمل السفيرة شيا معها جديداً يتعلق بعدد من الملفات التي تُعنى بلبنان، لاسيما ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل.
وفي السياق، لفتت الاوساط الى “ان لا جديد حول هذا الموضوع وان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شينكر يتريث في عودته الى بيروت كما كان متوقعاً، الا اذا “اُبلغ” بجديد حول الملف.
وفي المعلومات ان البحث لا يزال في اطاره الشكلي ولم يتطرق الى المضمون والتفاصيل. وسبق للرؤساء الثلاثة (عون، بري والحريري) ان وضعوا “ورقة الثوابت اللبنانية حيال الحدود البحرية” وجوهرها تلازم الترسيم البري والبحري بوساطة ورعاية اممية من قبل قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل”.
وعلى رغم الخلاف الحدودي “المُفتعل” من قبل اسرائيل، اكدت الاوساط “ان لبنان الرسمي لن يتراجع عن قرار التنقيب عن ثروته النفطية والغازية والإستفادة منها، بما فيها استخراج الغاز والنفط من المكامن الواقعة قرب الحدود الجنوبية (البلوكان 8 و9)، سواء تم التفاهم على الترسيم مع إسرائيل او من دونه، مع ضرورة مساهمة واشراف الأمم المتحدة في انجاز الترسيم البري والبحري”.
وتشير المعلومات الى “ان تل ابيب لم تحسم بعد موقفها من الاطار بعدما وافقت عليه الولايات المتحدة الاميركية، والسفير شينكر اعلن عقب فرض عقوبات على الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ان موضوع ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل شارف على نهايته”.
ولم تستبعد الاوساط المطّلعة “ان يوضع الملف على طاولة اجتماعات “ثلاثية الناقورة” التي تُعقد بين ضباط من الجيشين اللبناني والاسرائيلي برعاية اممية على ان ينضم اليها ممثل عن اميركا فيرأسها قائد قوات اليونيفيل في لبنان”.
وفي حين يتمسّك لبنان بلجنة الناقورة العسكرية كإطار لمفاوضات الترسيم، تسعى اسرائيل في المقابل الى ان تؤدي الاجتماعات الى اتفاق سلام شامل وهو ما يرفضه لبنان الذي يصرّ على حصر اجتماعات الناقورة بحلّ الخلافات الحدودية”.
ومع انتظار بيروت اجابات تل ابيب حول هذه المسألة، ينتظر شينكر بدوره نتائج الاتصالات القائمة في هذا المجال ليقرر عودته الى لبنان، علماً ان استمراره في مهمته بحسب الاوساط المطّلعة مرتبط بعودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض عقب الانتخابات في 3 تشرين الثاني المقبل، لانه اذا فشل ترامب بالعودة فان شينكر سيغادر الادارة الاميركية ويتوجّه نحو القطاع الخاص”.