كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
خيّمت الأسعار الملتهبة للخضار والفاكهة على إهتمامات الناس، ممن باتوا يتجرعون كأس سم الغلاء ولا من يسأل. بغضب يرمي المواطن الخيار من يديه، بات عاجزاً عن دفع ثمن الكيلو 5000 ليرة، يمضي في طريقه متأففاً، يخشى المجهول الآتي، بعد حرمانه من اللحوم والدجاج، ها هي الخضار والفاكهة على الخط، اقتحمت أسعارها “البورصة”، وباتت ماركة مسجلة لميسوري الحال. أما الفقراء، فلا باب لهم غير الدعاء.
أحد لا يعرف سبب الارتفاع، “فالطاسة ضايعة” بين تاجر كبير وبائع يحدد الأسعار كما يحلو له. لا يخفى على احد ان الأسعار تتفاوت بين محل وآخر، والفروقات تترواح بين 500 وألف ليرة على كل صنف، ويعيد السبب الى التصدير للخارج. وهذا ما يؤكد عليه حسين أحد الباعة الذي جزم أن سبب الغلاء هو تصدير بضائع البقاع للعراق والاردن، وسحب كل البضائع من السوق، ما ادى الى ارتفاع الأسعار. في حين يعيد أبو علي السبب الى التجار الكبار الذين يتحكمون بالاسعار كما يحلو لهم مستغلين غياب الرقابة، مؤكداً ان الإعتراض ممنوع “مش عاجبك ما تشتري”. “الأسعار جنون”، “ما عم نقدر نشتري”، هذه بعض العبارات التي تسمعها داخل محال الخضار التي تشهد إرتفاعاً جنونياً للأسعار، ما أفقد الناس قدرتهم على الشراء، والحبل على الجرار..
لم تشهد النبطية أسعاراً مماثلة للخيار والبندورة والقرنبيط، التي بقيت تتراوح اسعارها بين الـ500 والـ1000 ليرة على ابعد تقدير. بحسب حسين “الأزمة مستعصية وتتجه نحو الاسوأ، فهناك بضائع إستغنينا عنها كالملفوف والقرنبيط وغيرها”. لا يخفي أن نسبة الاقبال على شراء الخضار تراجعت بشكل كبير، ويتجه المواطن للشراء بالحبة.
كثيرة هي المحال التي أقفلت في الفترة الأخيرة، نتيجة إرتفاع أسعار الخضار والفاكهة في الحسبة، أو سوق الجملة، وباتت عملية الشراء بمثابة “ضرب جنون”، على ما يقول حسين عازياً السبب “لارتفاع التكلفة على البائع فكيف على الزبون، حتى صندوق البلاستيك ندفع ثمنه”.
على صعيد آخر، خضعت الطالبة أ.ع من بلدة الهبارية للامتحانات الرسمية وهي مصابة بكورونا ورغم علمها المسبق بإصابتها التي سجلت في 18 الجاري، الا أنها تجاهلت النتيجة وحضرت الى مركز الامتحان الرسمي في النبطية يومي 21 و22 الجاري، وأجرت الامتحان من دون إبلاغ مدير المركز، غير أنها قررت أمس الحضور الى مركز الامتحان وابراز نتيجة فحص الـPCR الايجابي أمام رئيس المركز، ضاربة بعرض الحائط كل المخاطر التي سببتها وقد تلحقها بمن خالطته، ما دفع برئيس المركز الى ابلاغ دائرة الامتحانات الرسمية التي قررت رفع شكوى لدى النيابة العامة.
وأفادت مصادر لـ”نداء الوطن” أنه في ضوء ما حصل جرى حجر المعلمتين اللتين أشرفتا على الامتحان، إضافة الى الطالبة التي كانت برفقتهما في غرفة الإمتحان، مشيرة إلى أنّ الطالبة المذكورة تعرضت أثناء الامتحان لارتفاع في درجة الحرارة، ومع ذلك لم تبلغ عن إصابتها. ويخشى أن تكون الطالبة قد خالطت عدداً كبيراً من الطلاب الذين خضعوا للامتحان معها.