كتبت استال خليل:
بعد اقتراح وزير الاتصالات السابق محمد شقير فرض رسم 6 دولارات شهريا على مكالمات “الواتساب”، بدأ “النحس” يرافق اللبنانيين.
كلسعة الأفعى، شوّهت تلك الـ6$ حياة اللبنانيين، منذ تشرين الـ2019 حتى يومنا هذا، فبدأت الأوضاع الإقتصادية تتراجع، وقيمة العملة المحلية تتدهور أمام الدولار، وارتفعت أسعار السلع المحلية والمستوردة بشكل جنوني.
ومنذ 17 تشرين يلجأ المواطن باستمرار إلى الشارع للتعبير عن آراءه والمطالبة بحقوقه.
ومنذ ذلك الوقت، يستيقظ اللبناني يوميا على مصيبة جديدة، حتى وصلنا إلى انفجار المرفأ الذي هزّ العالم.
وتوالت بعدها عمليات التلحيم، ومع كل عملية تلحيم حريق “مجاني”.
وعلت صرخات الجوع وأسمعت دول العالم، وقدمت الدول مساعداتها التي اختفت، وحاول البعض الهروب بحراً لكن قوارب الموت أحبطت محاولاتهم.
أستذكر السنة الماضية كما لو مرّ دهر عليها، حين كانت ربطة الخبز بـ1500 ل.ل وكرتونة البيض ب6000 ل.ل.، وحين كانت الـ100 ألف ليرة تشتري لنا الكثير… كنا نعيش بسلام ولا نعلم ماذا يطبخ لنا.
كنا نعاني من “الفساد الروتيني”، الذي بات جزءاً منا، ونقف متفرجين على الرشاوى و”الوسايط”، والبطالة، والجوع، والأدوية الفاسدة، والطعام الفاسد، والتلوث، والسرقات، وشهدنا على المحاصصة والزبائنية، والاجتماعات المغلقة وأخرى “تحت الطاولة”…
هل كنا قبل 2020 أفضل من اليوم أو ما قبل 2020 كان فقط بمثابة “استراحة المحارب”؟
بين صور ضحايا الانفجار وضحايا رحلات الموت وضحايا كورونا وصورة الطفلة زينب الحسيني… هل كنا رفعنا البلاء عنا لو دفعنا تلك الـ6$ المشؤومة، التي أصبحت قيمتها في أقل من سنة نحو 60 ألف ليرة؟
على أي حال، حضرة الوزير السابق، أودّ دفع تلك الـ6$ لعلّ هذا “النحس” يزول.