عقب جهود استمرت قرابة شهر، أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب انسحابه من مهمة تشكيل الحكومة، ما يوجه ضربة لمبادرة فرنسية تهدف إلى دفع زعماء لبنان للتكاتف كي تخرج البلاد من أسوأ أزماتها، وكان آخرها الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي ودمّر مساحة واسعة من العاصمة.
بعد خمسة لقاءات لم يرشح عنها إلا التريّث بانتظار المزيد من المشاورات، جاء اللقاء السادس بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة مصطفى أديب حاسماً ليرمي الأخير الكرة في ملعب التيارات والأحزاب السياسية ويعتذر عن عدم تشكيل الحكومة. وأتى اعتذار أديب بعد ساعات قليلة من اللقاء “الفاشل” الذي جمعه بالمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام “حزب الله” حسين خليل مساء أمس الأول، إذ أبلغ “الخليلان” الرئيس المكلف إصرار “الثنائي الشيعي” على تسمية “شيعي” لوزارة المال إضافة إلى مطالبتهما بالمعرفة سابقاً بالحقائب التي ستؤول إلى الشيعة وهو ما اصطدم برفض أديب لهذا الطرح، ودفعه إلى اتخاذ قراره بالاعتذار.
وبعد خطوة أديب بات لبنان مفتوحاً على كل الاحتمالات وكلها صعبة إذا لم تكن مستحيلة وقد تسرع بذهاب لبنان باتجاه الفوضى والانهيار. وقالت مصادر سياسية متابعة، إنه “بعد اعتذار أديب هناك احتمال بإعلان السقوط الكامل للمبادرة الفرنسية أو الجزئي وفي الحالتين سيعيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حساباته قبل معاودة السعي لتكليف بديل لأديب أو تجميد مبادرته”.
وتساءلت: “هل سيتم انعاش المبادرة الفرنسية ووفق أي شروط، وسط التباين المحلي الكبير في تفسيرها؟”.
إلا أن مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي أشارت لوكالة “رويترز”، أمس، إلى أن “فرنسا لن تخذل لبنان، وأن اعتذار أديب عن عدم تشكيل الحكومة انتكاسة لكننا لن نيأس”، لافتة إلى أن “اعتذار أديب يعني أن الأحزاب السياسية في لبنان ارتكبت خيانة جماعية”.