على مدى أسبوعين، تجاوزت النسبة المئوية للفحوصات الإيجابية الـ 5% في لبنان، وهو المعدل الذي يجب عدم تخطّيه لمدة 14 يوماً على التوالي قبل فتح مختلف القطاعات في البلاد. قبل يومين، تجاوزت هذه النسبة عتبة الـ 12% مع تسجيل 1280 إصابة، كما تجاوزتها أمس مع إعلان وزارة الصحة تسجيل 1012 إصابة وسبع وفيات، فيما لا يبدو خيار العودة إلى الإقفال التام وارداً في البلاد التي تعاني أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
على أبواب الخريف، «مسقط رأس» الإنفلونزا الموسميّة، دخل لبنان مرحلة الإصابات اليوميّة بـالآلاف، بعدما تسلّل الفيروس إلى كل الأقضية من دون استثناء وانتشر في مختلف المناطق، في غياب أيّ إجراءات استثنائية للحدّ من التراخي في تطبيق التدابير الوقائية والرهان على سلوك المُقيمين.
وفي وقت تُشير فيه المعطيات إلى عدم تقدّم في الإمكانات الصحية واللوجستية قريباً على المستوى الوطني بسبب غياب الخطط الاستراتيجية التي كان ينبغي أن تنجز منذ أكثر من ستة أشهر، يبدو أن العمل اللامركزي سيتعزز في الأيام المُقبلة مع انشغال كل بلدية ومنطقة بمصابيها. إذ تتولى حالياً السلطات المحلية، بالتعاون مع المجتمعات الأهلية الضيقة، مهام مراقبة عزل المصابين وتخصيص مراكز حجر لهم، فضلاً عن التنسيق لإجراء فحوصات pcr للمخالطين وغيرها من التدابير التي باتت تُشكّل ضغطاً على فريق وزارة الصحة. وما نشاط خلايا الأزمة داخل المناطق إلا دليل على تكريس العمل «بالمفرّق» بعدما استشعر المُقيمون في لبنان الخطر الناجم عن الواقع الوبائي المُقلق.
في هذا الوقت، يزداد الضغط على مؤسسات القطاع الصحي. ووفق الأرقام الرسمية المعلنة، فإنّ نسبة إشغال أسرّة العناية الفائقة تجاوزت الـ 65%، ونسبة إشغال أسرّة المُستشفيات الإجمالية بلغت 63%.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أمس في هذا الصدد ارتفاع عدد المُقيمين في المُستشفيات إلى 547، منهم 173 في حال حرجة، فيما وصل إجمالي الإصابات في صفوف العاملين في القطاع الصحي إلى 962 مع تسجيل 13 إصابة جديدة. أما حالات الشفاء، فقد سجلت خلال الساعات الـ 24 الماضية شفاء 655 شخصاً، ما جعل عدد الحالات النشيطة حالياً يبلغ 19818. وبالعودة إلى نسبة الفحوصات الإيجابية، أمس، فقد بلغت 8.3%، في مؤشر مقلق لتفاقم الوضع.