أكد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أننا “ما زلنا مع المبادرة الفرنسية لمصلحة بلدنا ومصرون على التعاون للعبور من السيئ إلى الجيد ولكن يجب إعادة النظر بالخطاب لأن ما مُسّ قبل يومين هو الكرامة الوطنية”.
وأضاف، في كلمة له حول التطورات السياسية والمستجدات: “لا يجب أن يستمر الوضع على ما هو عليه وإلا لا نتائج وأدعو لإعادة النظر بالطريقة والأداء، فنحن رحبنا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومبادرته كصديق يحب لبنان ولكن لم نرحّب به وصيًا أو قاضيًا أو حاكمًا على لبنان”.
وتوجّه نصرالله لماكرون قائلًا: “نحن لا نقبل السلوك الاستعلائي وأن تتهمنا نحن وغيرنا من اللبنانيين أننا ارتكبنا خيانة. إذا أردت أن تبحث عمن أفشل مبادرتك إبحث عن الأميركيين الذين فرضوا عقوبات وعقدوا الوضع، ونحن لا نمارس التخويف لكن دول عربية تحميها وصديقة لك لا يتجرأ أحد فيها أن يكتب تغريدة”.
وشدد على أن “إيران لا تتدخل في لبنان ونحن في “حزب الله” و”حركة أمل” نقرر ماذا سنفعل. كما أننا لا نقبل من أحد أن يتحدث معنا بهذه اللغة ونتمنى على الإدارة الفرنسية ألا تسمع من البعض وأن تعالج هي بعض المشاكل بنفسها”.
وقال: “نحن لم نذهب إلى سوريا إلا بموافقة الحكومة السورية لمحاربة الجماعات التي تقولون عنها إرهابية ووجودكم أنتم في سوريا غير شرعي، ونحن لم نفتح الحرب وإسرائيل هي التي اعتدت علينا وسرقت خيراتنا”.
وتابع: “نحن اخترنا الديمقراطية وما تطلبه منا يتنافى مع الديمقراطية فإذا لم تكن الديمقراطية هي نتائج الانتخابات التي أفرزت الأكثرية فما هي الديمقراطية تسليم الرقاب للأقلية؟ نحن معروفون كيف أننا نلتزم بوعودنا ونفي بها ونضحي لكي نلتزم بها
وأردف: “النائب محمد رعد قال لماكرون إننا نوافق على 90% من الورقة الفرنسية وهنا نسأل ما هو الذي اتفقنا عليه ولم نحترمه؟ نحن منعنا أن يذهب البلد إلى الأسوأ والأسوأ ونتمنى أن يتعاون الشعب اللبناني لكي لا يذهب البلد إلى الأسوأ ولكن نحن لم نلتزم أن نسلّم البلد لحكومة “كيف ما كان”.
ودعا نصرالله ماكرون إلى “البحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد وإلغاء القوى السياسية بغطاء منكم”.
وسأل: “هل كانت المبادرة الفرنسية تقول أن يقوم رؤساء الحكومات السابقين بتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء؟ هل نوافق على حكومة يمكن أن توقّع على كامل شروط صندوق النقد الدولي من دون أي نقاش وهل نوافق على حكومة تزيد الضرائب على المواطنين؟”.
ولفت إلى أنه “لطالما قلنا إن سبب وجودنا في الحكومات هو لحماية ظهر “المقاومة” ويجب أن نكون فيها لكي لا تتكرر في لبنان حكومة 5 أيار 2008، أما السبب الثاني لوجودنا في الحكومة هو الخوف على ما تبقى من لبنان اقتصاديًا ولبنانيًا وعلى كل صعيد”.
واعتبر أن “الطريقة التي جرت فيها الأمور في ما يتعلق بالحكومة غير مقبولة في لبنان أيًا كان راعيها أو داعمها، فماكرون الذي اتّهمنا بالتّخويف هو من مارس سياسة تخويف على رؤساء الأحزاب من أجل تمرير الحكومة”.
ورأى أن “الذي عُرض خلال الشهر الماضي لم يكن تشكيل حكومة إنقاذ إنما كان المطلوب من الجميع في البلد أن يسلّموه لـ”نادي رؤساء الحكومات” من دون نقاش أو سؤال وإلا العقوبات والضغط الفرنسي وتحميل مسؤولية التعطيل أمام الرأي العام”.
وتساءل: “هل المبادرة الفرنسية تقول إن “نادي رؤساء الحكومات” هم من يسمون الوزراء ويوزعون الحقائب ويحدد الحكومة بـ14 وزيرًا؟ جواب الفرنسيين أنفسهم لا فكيف نكون نحن من نعطّل المبادرة؟ إن المبادرة الفرنسية لا تتضمن عدد الوزراء والمداورة والجهة التي توزّع الحقائب وتسمّي الوزراء وما تم طرحه علينا في موضوع الحكومة يخالف الأعراف القائمة منذ سنوات في لبنان فأرادوا فرض أعراف جديدة علينا تخالف الدستور لمصلحة أطراف لا تمثّل أكثرية”.
وشرح أن “في المفاوضات حول الحكومة وافقنا على النقاش حول عدم حزبية الوزراء وأمور أخرى لتسهيل عملية التشكيل”، مذكرًا أن “منذ عام 2005 حتى اليوم العرف القائم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل النيابية على الحقائب والتسمية للوزراء تكون عند الكتل”.
وتابع: “نحن قلنا أنه يمكن لرئيس الحكومة أن يناقش في أسماء الوزراء وأن يرفض وهذا يزيد من صلاحيات رئيس الحكومة ولكن نحن رفضنا طريقة التعامل من خلال تسمية كل الوزراء من دون أخذ رأي الكتل النيابية فهذا خطر على البلد وغير قابل للنقاش، فنحن كنا سنأخذ علمًا فقط بتسمية الوزراء وطريقة التوزيع على الطوائف”.
وقال: “ما حصل في مسألة الحكومة كان أشبه بفرض حكومة أمر واقع على عون إما أن يقبلها أو يرفضها، فمن كان يفاوضنا حول الحكومة لم يكن أديب بل سعد الحريري و”نادي رؤساء الحكومات” كان يريد أن يوزّع الحقائب ويسمّي الوزراء وحده
وأشار إلى أن “السفير مصطفى أديب لم يتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون وتم تقديم ملف جاهز له وأهم صلاحية لرئيس الجمهورية هي المشاركة بتشكيل الحكومة كانت ستسقط، فهناك من قال للرئيس المكلف أنه سيقوم بالمفاوضات ولكن لم يتم الاتصال بالكتل النيابية وكذلك مع رئيس الجمهورية”.
وأردف: “نحن وافقنا على تسمية مصطفى أديب من دون أي تعقيدات على أساس أن هذه الحكومة ستحصل على توافق بين الجميع، فهي كانت الخطوة الأولى من المبادرة الفرنسية”، لافتًا إلى أنه “مع استمرار المبادرة الفرنسية تشكّل نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة ولا مشكلة لدينا وقدموا 3 أسماء مع ترجيح مصطفى أديب”.
وقال: “لم يكن لدينا مشكلة مع عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، كما أن بعد اعتذار أديب تركّز الهجوم على الثنائي الشيعي وعون”.
وردّ نصرالله، في كلمته، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأشار إلى أننا “نحن لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا قرب محطة غاز ونعلم جيدًا أين يجب أن نضع صواريخنا”.
وقال: “نتنياهو يحاول تحريض الشعب اللبناني على “حزب الله” ويتحدث عن مكان بين بيروت والضاحية ويدّعي أننا نخزّن فيه صواريخ”.
كما دعا إلى “التوقف مليًا أمام ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية في بلدة كفتون، وسقوط شهداء للجيش في مواجهات في الشمال، وهنا علينا كلبنانيين أن نقدّر الجهود والتضحيات ونتوجّه إلى قيادة الجيش وعائلات الجيش بالتعزية، فإن المجموعات التي عُثر عليها في الشمال لم تكن تتحضر لعمليات صغيرة إنما لعمل عسكري كبير ودليل ذلك ما عثر عليه الجيش معها”، مقدرًا “الموقف الشعبي في الشمال والتفاف الناس حول الجيش والقوى الأمنية”.
وقال: “لقد حذّرنا سابقًا من محاولات إحياء “داعش” من جديد في العراق وسوريا ومن الطبيعي أن تبدأ التحضير في لبنان لتبرير بقاء القوات الأميركية في المنطقة”.
وتوجه أيضًا بالتعزية للكويت بعد وفاة أميرها، فقال: “ما زالت الكويت تحتفظ بموقفها الشريف اتجاه القدس وفلسطين في عكس قطار التطبيع. إننا نقدّم العزاء لرحيل سمو أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح والشعب اللبناني لا ينسى للأمير دوره في إنهاء الحرب الأهلية ولا ينسى الموقف الكويتي في حرب تموز ودعم لبنان وإعادة الإعمار”.