تؤكّد مصادر ديبلوماسية مطلعة على الأجواء الفرنسية لـ”الجمهورية”، أنها تعتبر “أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخّص الواقع في لبنان كما هو، وانّ اللبنانيين كانوا جميعهم شركاء في تفشيل مبادرته، واعتبر ذلك خيانة لحق الشعب اللبناني في الانقاذ من الانهيار وإهانة شخصية له، خصوصاً انّه سبق وابلغ القادة السياسيين في لبنان في قصر الصنوبر، بأنّه يضع كلّ رصيده ومستقبله السياسي كرهان على نجاح مبادرته، ومن جهة ثانية اعتبرها شراكة مباشرة او غير مباشرة بين بعضهم البعض، في إبقاء الأزمة قائمة للتغطية على ما ارتكبوه بحق بلدهم. ولذلك هو أوفى بوعده الذي سبق أن قطعه في لبنان، بأنّه سيصارح اللبنانيين والمجتمع الدولي الذي يحتضن مبادرته، بأسماء المعطلين”.
وبحسب المصادر الديبلوماسية عينها، “فإنّ ماكرون ما كان ليعقد مؤتمراً صحافياً ويأتي فيه بكلام غير مألوف، وعبارات ومفردات بهذه الحدّة والقساوة بحق الطبقة السياسية في لبنان، قلّما استخدمها رئيس فرنسي قبله، لو لم يصل الى قناعة بأنّ القادة السياسيين في لبنان بنوا حائطاً أمام مبادرته، وبأنّ الليونة التي أبداها خلال زيارتيه الى لبنان، والجهود التي بذلها شخصياً لتأليف حكومة المبادرة الفرنسية، كانت قاصرة على دفع القطار اللبناني الثابت مكانه، الى الأمام، جراء العوائق التي وضعها اللبنانيون في طريقه، فكان لا بدّ له من انّ يستبدل الجزرة التي حملها منذ آب الماضي بعصا، ويصدم هذا الحائط بالطريقة التي اعتمدها، كتعبير عن حجم الإستياء الذي بلغه من الإفشال المتعمّد لمبادرته في انقاذ لبنان. ومع ذلك، لم يقفل ماكرون الباب أمام القادة اللبنانيين، بل منح المعطّلين بضعة اسابيع، كفرصة اخيرة لتغيير سلوكهم، ويختاروا بين أن يضعوا بلدهم على طريق الإنفراج أو على طريق الإنفجار”.
عملياً، تقول المصادر، “ألقى ماكرون كرة حارقة في أيدي القادة اللبنانيين، والمحسوم بالنسبة اليه هو انّه لا يرى فرصة أمام المعطّلين سوى أن يتلقفوها بالشكل الذي يُدخل خريطة الطريق الفرنسية حيّز التطبيق الفوري، من دون أي إبطاء، ونقطة الاختبار الأساسية لهم، تكمن في مسارعتهم الى تشكيل حكومة ضمن مهلة لا تتعدى الاسابيع الستة التي حدّدها”.