غداة الهجوم العنيف للرئيس الفرنسي على الطبقة السياسية، تجنّبت المستويات السياسية المستهدَفة مباشرة بالهجوم، الدخول في ردود فورية على «الهجوم الماكروني»، فيما برز موقف الرئيس عون، الذي استغل فرصة لقائه بالسفير الفرنسي برونو فوشيه أمس، لتجديد تمسّكه بالمبادرة الفرنسية، منوّهاً «بالاهتمام الذي يبديه الرئيس ماكرون حيال لبنان واللبنانيين»، وللتعبير عن اسفه «لعدم تمكّن الرئيس المكلّف مصطفى اديب من تأليف الحكومة وفق مندرجات مبادرة الرئيس الفرنسي، خصوصاً لجهة الاصلاحات التي يُفترض ان تتحقق، سواء تلك التي تحتاج الى قوانين يقرّها مجلس النواب، او تلك التي سوف تصدر عن الحكومة بعيد تشكيلها ونيلها الثقة».
الى ذلك، لم يصدر موقف مباشر عن الرئيس سعد الحريري، الذي اشار ماكرون الى انّه اخطأ بوضعه مع رؤساء الحكومات السابقين معايير طائفية للتكليف. الّا انّ اوساط قريبة من الحريري قاربت بإيجابية مؤتمر ماكرون، وخصوصاً لناحية اعلانه انّه لن يترك لبنان. وأبلغت الى «الجمهورية» قولها، إنّ الحريري على التزامه الكلّي بمبادرة الرئيس ماكرون، ومتمسّك بالعمل على انجاحها.
ورداً على سؤال بأنّ الرئيس ماكرون القى بجانب من مسؤولية التعطيل على الرئيس الحريري، لفتت الاوساط الى أنّ «ماكرون كان واضحاً في تحديد المعطّلين وقد ذكرهم بالاسم (حزب الله وحركة امل)». وحول ما ذُكر عن اتفاق فرنسي – سعودي على ان يعود الحريري الى رئاسة الحكومة قالت الأوساط: «لا شيء لدينا حول هذا الامر، الرئيس الحريري سبق ان حدّد موقفه في البيان الذي صدر عنه قبل يومين، واعلن انّه غير مرشح لرئاسة الحكومة، ولم يتبدل شيء، علماً انّه مع المبادرة الفرنسية ومع وقف الانهيار وترييح البلد، لكنه اعلن انه ليس مرشحاً».