فيما أعاد المؤتمر الصحافي “المكهرب” للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجميع إلى دائرة الفراغ الحكومي والسباق مع الزمن لاستلحاق الجولة الثانية من المبادرة الفرنسية والوفاء بالتزاماتهم في انتظار الانتخابات الأميركية في 3 تشرين الثاني المقبل، يبدو أن التيار “الوطني الحر” اختار ملء الوقت الحكومي الضائع والمرشح لأن يكون طويلا، بأمور ذات طابع ديبلوماسي. فحط وفد منه في السفارة السورية في بيروت يوم الأحد الفائت، والتقى السفير السوري علي عبد الكريم علي.
وفي وقت لا يستغرب كثير من المراقبين خطوة من هذا النوع من جانب التيار، الذي كان رفع في مراحل سابقة لواء التنسيق مع دمشق، وهو موقف كرره رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، قبل أيام من انطلاق الثورة العام الفائت، فإن بعضا آخر قد يقرأ بين سطور هذه الزيارة رسائل سياسية معينة في اتجاه خصوم “التيار”، لاسيما منهم أولئك المناهضون لإعادة العلاقات بين بيروت ودمشق إلى طبيعتها، خصوصا في ظل غياب حكومة “أصيلة” من المفترض أن تضع على رأس سلم أولوياتها مسألة العلاقات الديبلوماسية.
غير أن نائب رئيس “التيار” لشؤون العمل الوطني الوزير السابق طارق الخطيب أوضح لـ “المركزية” أن “التيار” لا يقفز فوق الحكومة اللبنانية في هذا المجال، بل يؤكد انفتاحه على كل الدول العربية، بما فيها سوريا، كدولة شقيقة”.
وشدد على أن “من مصلحة لبنان أن يكون هناك حوار مع سوريا، مستنكرا استخدام كلمة “تطبيع” عند الكلام عن العلاقات بين بيروت ودمشق. “ذلك أن سوريا هي رئة لبنان شئنا أو أبينا”.
ولفت إلى أن “مع السوريين، هناك ملفات مشتركة أكثر من سائر الدول العربية، كقضية النازحين ومعابر الشاحنات”، مشيرا إلى أن “زرنا سفارات دول عدة بينها العراق وسلطنة عمان، ودول المغرب العربي كالجزائر وتونس والمملكة المغربية”، كاشفا أن الموعد المقرر مع سفير مصر تأجل لظروف معينة، لكننا ننتظر تحديد موعد لاجتماع جديد”.
أما في ما يخص العلاقة مع السعودية، أوضح الخطيب أننا “طلبنا موعدا من السفير وليد البخاري ولنا الشرف في لقائه متى حدد”.
أما على صعيد علاقات “التيار” الداخلية، في ضوء النزاع الحكومي الحاد، فأكد أن “أمنية من يريدون خلافا بيننا وبين “حزب الله” لن تتحقق، ذلك أنه حليفنا الاستراتيجي، على رغم بعض التباينات الطبيعية في ملفات معينة، مشددا على أن اتفاق مار مخايل أبدي وسرمدي”.