لا يزال مصير الحكومة في لبنان معلقا بعد استقالة الرئيس المكلف مصطفى أديب، إثر تعنت بالثنائي الشيعي، وتشير المعطيات إلى أن تكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة لن يحصل قريبا في ظل استمرار التعقيدات وتمسك حزب الله بموقفه.
وقبل يومين وصف حزب الله سلوك فرنسا بالاستعلائي، ملمحاً إلى تصرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكأنه حاكم للبنان.
أتى هذا الموقف بعد خطاب حاد لماكرون انتقد فيه السياسيين اللبنانيين، كما وجه انتقادات لاذعة للحزب المدعوم من إيران.
لم تستبعد مصادر على صلة بخلية لبنان التي شكّلها ماكرون، لـ”العربية.نت” “أن تتخلّى باريس قريباً عن سياسة “التفريق” بين الجناحين السياسي والعسكري لـ”حزب الله” وأن تسلك الطريق الذي سبقها إليه حلفاؤها مثل الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية بتصنيف الحزب منظمة إرهابية وحظر نشاطاته على أنواعها في فرنسا”.
ومع أن الرئيس الفرنسي تحدّث عن أن فرض عقوبات على من عرقلوا تشكيل الحكومة في لبنان لن تكون مجدية، غير أن باريس التي اتهمت الطبقة السياسة بالخيانة وعدم الالتزام بما تعهّدت به خلال زيارتَيه المتتالتين لماكرون إلى بيروت عقب انفجار المرفأ، دخلت في مرحلة الهجوم على الأحزاب كافة تحت راية “كلن يعني كلن وحزب الله أسوأهم”.
وفي الإطار، أشارت المصادر إلى “أن ماكرون وبعد تجربته غير السليمة مع حزب الله عقب انفجار مرفأ بيروت بدأ يُفكّر فعلياً في اتّخاذ إجراءات ضده إذا لم يُقدّم التضحيات المطلوبة منه لوقف انهيار لبنان على الصعد كافة، وذلك ضمن المهلة التي أعطاها للأطراف اللبنانية كافة وهي أربعة أسابيع. ومن ضمن هذه الإجراءات تصنيف الحزب بجناحيه العسكري والسياسي منظمة إرهابية تماماً كما فعلت ألمانيا منذ أكثر من سنة”.
إلى ذلك، رأت تلك المصادر بأن الوضع الأمني في لبنان غير مُطمئن، وأن ماكرون يخشى فعلاً من حصول حرب أهلية بسبب “تعنّت” الثنائي الشيعي، وتحديداً حزب الله بإيعاز من إيران على الاحتفاظ بوزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة كافة”.