أثار خبر وفاة “أديل” إبنة الـ25 عاما جدلا حول حقيقة وفاتها، فهناك من قال انها توفيت بسبب مضاعفات الفيروس، وآخرون قالوا انها توفيت بسبب خطأ طبي.
إذ غرد المدير العام لمستشفى الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض عبر “تويتر” بالقول: “امر محزن. وفاة شابة في ٢٥ سنة من العمر، مع عدم وجود امراض مزمنة. الهم الله اهلها الصبر. الكورونا مش مزحة”.
وردت فتاة تدعى كارمن خشان، وهي من ضيعة المرحومة، وقالت: “البنت لي ماتت من عنا من الضيعة وكانت حاملاً متل ما قالوا صار معا التهاب بالرئتين ما تحمل جسما راحت كوما و ماتت”، وأضافت: “هلق المعلومات المتداولة انو عملت تصغير معدة مش من زمان وحبلت بس ما بفهم طبيًا اذا في أي تأثير أو لا”.
وأفاد شربل دوين بأن “البنت بتقربني وما ماتت من كورونا، ماتت غلطة حكماً ومستشفى زبالة”.
وأكد رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى طرابلس الحكومي الدكتور خالد العويني للـ”النهار” أن “المريضة كانت قد خضعت سابقاً إلى عملية تصغير معدة، وعندما قدمت إلى المستشفى كانت حاملاً وتعاني من ضيق التنفس. وعليه خضعت لولادة قيصرية لإنقاذ الجنين وأدخلت إلى العناية الفائقة بعد الولادة”.
وأكد أن “عوامل كثيرة لعبت دورها في تدهور صحتها، بدءاً من جراحة تصغير المعدة والحمل وإصابتها بفيروس كورونا. ونتيجة انخفاض نسبة الأوكسجين ومعاناتها من ضيق التنفس تمّ إدخالها إلى العناية الفائقة لتلقي العلاج ومتابعة حالتها. وعليه، وضعنا لها جهاز التنفس حيث أظهرت تحسناً في نسبة الأوكسجين (وصلت نسبة الأوكسجين إلى 93)، بالإضافة إلى تلقيها كل العلاجات اللازمة، ومنها البلازما لمعالجة الكوفيد19. ولكن في اليوم التالي عانت من ضيق التنفس، وكشفت الفحوص أنها تعاني من التهابات ثانوية، وبرغم من التنفس الاصطناعي إلا أن حالتها ساءت كثيراً وانخفض ضغطها وتوفيت نتيجة الـchoc septique أي عندما تتوقف أعضاء الجسم جميعها عن العمل تباعاً “.
ولفت العويني إلى أنه “عادة هذه الالتهابات تكون نتيجة تواجد المريض لأيام في غرفة العناية الفائقة، حيث قد يعاني من التهابات بكتيرية نتيجة التنفس عبر الأجهزة. ولأن مناعة المريضة كانت ضعيفة ومتدنية نتيجة حملها واصابتها بالفيروس، تزداد قوة الالتهاب ويصبح قاسياً وأكثر حدة على جسمها، ما أدى إلى حدوث الـchoc septique. ونتيجة الجهاز التنفسي الاصطناعي يصبح مجرى الهواء مكشوفاً وغير محمي. ويصبح معرضاً للملوثات الخارجية وبكتيريا المستشفيات”.
وختم مشددا على أن “المريضة عندما أدخلت إلى العناية كانت في وعيها، ولم تكن في غيبوبة كما ذكر البعض، ولكنها كانت متعبة وتعاني من ضيق التنفس، حالها كحال مرضى الكوفي19. وبسبب صغر سنها، كنا نعمل بجهود كبيرة لإنقاذها، ولقد خضعت لكل العلاجات اللازمة، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بسرعة، ولم نُخفِ على عائلتها المؤشرات المقلقة التي كانت ترافقها، خصوصاً بعد انخفاض نسبة الأوكسجين والضغط”.