علّق مُدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية في بيروت سامي نادر على انطلاق التفاوض على الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل بالقول: «سقطت المبادرة الفرنسية لتأليف حكومة… وفجأة انتعشت المبادرة الأميركية لترسيم الحدود. ثَبُتَ أن العصا أفعل من الجزرة».
وفي اتصال مع القبس، ربط نادر «هذا الإنجاز بالعقوبات الأميركية التي اتضح انها سلاح فعال«.
وقال: «الفرنسيون أتوا بالجزرة بينما الاميركيون حملوا العصا» وقد نجح الاميركيون حين سقط الفرنسيون. هذا امر لافت حسب نادر لانه يؤشر الى كيفية سريان العلاقات الدولية في العالم خاصة في هذه المنطقة. اما الامر اللافت الآخر فهو ان الطرف الذي فاوض ووقع هو رئيس مجلس النواب، وليست الخارجية اللبنانية ولا الحكومة ولا رئيس الجمهورية. هناك تفويض لبري، صحيح، ولكن هذا امر له دلالاته. وفق قراءة نادر ترسيم الحدود البحرية والبرية يعني في مكان معين ان انتزاع فتيل كان يمكن ان يشتعل في أي لحظة وهو الصراع حول الغاز وإمكان دخول حزب الله وإسرائيل في نزاع واشعال المنطقة«.
ويضيف: «واضح ان هناك مصلحة أميركية بالغاز وامداداته وحرب الحدود البحرية المفتوحة في شرق المتوسط حيث هناك أيضا حدود متنازع عليها بين الاتراك واليونانيين، وبين الاتراك ومصر، والأتراك وليبيا… ولكن في ما يتعلق اليوم بمصر، إسرائيل، لبنان، قبرص، فإن الحدود البحرية حسمت».
ويتساءل نادر ما الذي سيمرّ تحت هذه الحدود؟ هناك مسار ما «طبع» وسوف يستكمل لاحقا. في المحصلة هناك اتفاق لبناني إسرائيلي. ليس اتفاق سلام لكنه يرسم حدوداً كان متنازع عليها. والأنظار الان لمعرفة اين تقع مزارع شبعا في هذا الاتفاق «وقد يكون هذا فتيلاً قابلاً للاشتعال».