كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
يحبّ الأطفال مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت، ولا خطأ في ذلك. فموقع «يوتيوب» يحتوي العديد من الأشياء المفيدة. ولكن بالإضافة إلى ذلك يوجد على المنصّة العديد من مقاطع الفيديو الأقلّ براءة في محتواها.
يعتبر الإنترنت منبعاً لا ينفد من المعلومات، خاصة عند إغلاق المدارس. لكن الأمر الأساسي يبقى ضمان حماية الأطفال من المخاطر الكامنة في أركانه. فغالباً ما يشاهد الأطفال الفضوليون أي شيء يظهر أمامهم بدءاً من فيديوهات الموسيقى والأفلام الوثائقية وصولاً إلى الفيديوهات الإباحية وغير اللائقة. وبَيّنَ استبيان نُشر أخيراً أنّ 14 % من أولياء الأمور قالوا إنّ أطفالهم شاهدوا محتوى غير لائق عبر الإنترنت ممّا شجّعهم على القيام بتصرفات غير لائقة.
حماية غير كاملة
نظريّاً، يتيح يوتيوب حماية الأطفال أنواعاً معينة من مقاطع الفيديو، على الأقل جزئياً. فسِمَة البحث الآمن على يوتيوب تمنع الأطفال من التعثّر في مقاطع العنف والمقاطع الجنسية وغيرها من المحتويات غير المرغوب بها. على سبيل المثال، تحتوي المنصة على إصدار للأطفال «يوتيوب كيدز»، ولكنها تهدف بشكل أساسي إلى عرض مقاطع صغيرة المحتوى لا ترضي الاهتمامات أو متطلبات الدراسة لجميع الأطفال. وفي الواقع، قد لا تشجّع ميزة الحماية هذه على شيء سوى مشاهدة مقاطع الفيديو باستخدام حساب مزيف يكذب فيه الأطفال بشأن أعمارهم لإنشاء حسابهم الخاص، ممّا يعني وداعاً للبيئة الآمنة.
وفي سياق متصل، يمكن تصفية المحتوى في منصة يوتيوب باستخدام وضع تقييد المحتوى من غوغل. ومع ذلك، تعترف غوغل بأنّ استخدامه لا يضمن غَلق جميع مقاطع الفيديو غير المناسبة للأطفال.
برامج حماية فعّالة
لإعطاء الأطفال حرية الاستفادة القصوى من يوتيوب، يمكن اعتماد برامج حماية خارجية مدفوعة أو مجانية. وهذه البرامج التي يمكن تنزيلها من الإنترنت، تتحكّم أوتوماتيكياً في عمليات البحث التي يجريها الأطفال على يوتيوب. وإذا وقع بحث ضمن الفئات الممنوعة مثل الكحول والتبغ والمخدرات والبذاءة والعنصرية، فيظهَر بدلاً من الفيديو غلاف مع رسالة تحذير بأنّ موضوع الفيديو غير آمن. كذلك تحذّر هذه البرامج الأطفال إذا كانوا يبحثون عن محتوى غير لائق. ومن أفضل هذه البرامج، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، كاسبرسكي «Safe Kids» الذي يرسل أيضاً إشعارات للأهل إذا كان طفلهم يبحث عن شيء غير مناسب على يوتويب.