استفاقت طرابلس على وفاة ابن الـ37 عامًا مدرب كمال الأجسام نبيل جمال، بعد مخاض أسبوعين مع فيروس كورونا. وعقب تشييعه بعد ظهر الأحد إلى مثواه الأخير في مدافن الغرباء، كشف أخوه بسام، في اتصال مع “النهار”، عن كلمات نبيل الأخيرة.
وقال: “تواصلت معه في الخامسة فجرًا عبر الواتساب. حاول الاتصال من غرفته بمستشفى المظلوم، لكن كلماته كانت غير مفهومة وصوته بالغ التهدج. قفل الخط وكتب لي رسالة “تعبان… حاسس على صدري بلاطة… عم بختنق”. وعند السادسة صباحًا تلقينا خبر وفاته من المستشفى”، مضيفًا أنّ “رئتي نبيل رفضتا تلقي الاوكسيجين من الجهاز خلال الساعات الأخيرة، فانتفخ وجهه ورقبته”.
وأضاف: “كان نبيل قد حجر نفسه منذ قرابة أسبوعين بعد شك بإصابته بالعدوى، لكن بعد 5 أيام من العزل لم تختفِ العوارض، وعند إجراء فحص PCR جاءت نتيجته إيجابية. نقلنا نبيل الى مستشفى المظلوم، فبقي في غرفة عادية في اليومين الأولين، لكن حالته تدهورت إذ كان منسوب الاوكسيجين في دمه ينخفض الى مستوى 70 و60، فانتقل للعناية المركزة حيث صار يتنفس من خلال أجهزة الأوكسجين. كان يتألم طوال الوقت”.
وعن أخبار لجوء نبيل الى حقن البروتين والهرمونات لزيادة حجم عضلات يديه وصدره وأثرها في تفاقم اصابته بكورونا، أجاب بسام: “لا يتعاطى شقيقي الآن هذه الإبر إطلاقا. ربما تعاطاها في بداية مشواره الرياضي أي منذ قرابة 15 سنة”، مضيفًا أنّ “نبيل كان يعاني نقصًا خلقيًا في بلاكيت الدم، لم تلعب لصالحه، وكمشاكل صحية أخرى، كان يعاني زلالا في البول ونوبات بحصة في المسالك البولية لم يتخلص منها”.
ولنبيل كلب لا يفارقه، اسمه “بلوك”، بكى عليه أثناء الغداء “كأنه يشعر بدنو أجله”.
ووسط هذا الفيض من اللوعة، أراد بسام أن يعبر عن موقف أخلاقي ومسؤول في بيئة تستهر بوجود كورونا، فقال: “الاختلاط في طرابلس لا يزال مستمرًا كالمعتاد، والناس لا تعترف بوجود كورونا. رسالتي لهم هي الوقاية وإلا يفترض أن يقام على كل من يستهتر حجرًا إجباريًا.”
وأضاف: “فقدنا شقيقي بكورونا وعانت شقيقتي سابقا من كورونا وتلقت علاجها في مستشفى رفيق الحريري. أمامنا اليوم 3 جثث دفنت في المقبرة بسبب هذا الفيروس. أما حان للناس أن تعتبر وتصدّق وتلتزم الوقاية؟”، كلمات تردنا على الجانب الآخر من الهاتف، يبعثرها أصوات أخرى في البيت تنتحب وترثي نبيل المحبّ الذي خطفه كورونا في وردة شبابه.