Site icon IMLebanon

غابت مشاريع الدولة.. فاستغاث البقاعيون بالنواب

كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:

لا يخفي نواب البقاع في مجالسهم الخاصة أن تفاقم الازمة المعيشية والصحية ينعكس على واقعهم التمثيلي ضغطاً شعبياً، لمطالبتهم وتياراتهم وأحزابهم السياسية بما تعجز سلطتهم التنفيذية عنه لتلبية حاجات الأهالي. هذا ما عزز دور المساعدات على قاعدة الفرز الطائفي المذهبي في بعض المناطق. وبالتالي عاد اللبنانيون الى مربع الرضوخ لسلطة المحاصصة في زمن الانهيار ليقوم كل حزب بحماية محازبيه، من خلال مساعدات صحية وغذائية. وهذا ما جعل الحياة السياسية في البقاع تشبه في الشكل طريق ضهر البيدر المفخخ بحفر تحولت الى مصائد لحصد الأرواح والخسائر المادية، لتكشف هذه الطريق الدولية فشل نواب البقاع الـ 23 من مختلف القوى السياسية والحزبية والطائفية في فرض تنفيذ ترميمها لما لها من أهمية اقتصادية ووطنية. فيما نجحوا بإقرار مشروع نفق بيروت البقاع وسكة الحديد على مبدأ bot، ما يثبت مقولة “إن التشريع النيابي في زمن الانهيار يصبح مجرد حبر على ورق”.

يتخوف ناشطون في الحراك الثوري البقاعي من أن تحوّل هذه السلطة جوع الناس والانهيار الى عنصر قوة لإعادة جذب جمهورها، من خلال توزيع المساعدات العينية والصحية تحت “شعار كل حزب طائفي يحمي جماعاته”، مما يعيدنا الى المربع الاول.. يفرّق ناشط بين غياب “حزب الله” في البقاع الاوسط بخدماته في الفترة السابقة ليعوضها اليوم بإجراء الـ pcr للمخالطين من جمهور “الحزب” عبر الهيئة الصحية، وتقديم المساعدة للمصابين اثناء الحجر المنزلي. بينما يخطو نواب آخرون باتجاه تقديم مساعدات اخرى تفعّل حضوراً اكثر بين الناس، كتقديم النائب ميشال ضاهر مركز فحص الكورونا لمستشفى زحلة الحكومي بحضور وموافقة وزارة الصحة العامة، وإنارته الطريق الدولية بموافقة من وزارة الاشغال. ومبادرة عضو تكتل الجمهورية القوية جورج عقيص الى تعبيد “الجور” في نطاق البقاع الاوسط، وحملة عضو تكتل الجمهورية القوية سيزار المعلوف بترميم طريق ضهر البيدر الدولية، وتصليح طريق المدينة الصناعية وكلها أمور تعد رشوة انما تعتبر اعلاناً عن افلاس الدولة وفشلها.

ورأى عقيص في حديث لـ”نداء الوطن” أن ثورة 17 تشرين عرّت الطبقة السياسية من الهالة التي كانت اكتسبتها على مر السنين، وصار كل الزعماء سواء كانوا من امراء الحرب او من الطبقة السياسية، في مرمى الانتقاد الشعبي من دون أي رادع”، وقال: “هذه الثورة ظنت أنه بمهلة أسابيع ستقضي على الطبقة السياسية وتنتج طبقة اخرى، ولكن تبين مع الوقت أن الطائفية والتركيبة السياسية اللبنانية وتحالف السلاح مع الفساد أكبر بكثير من نوايا الثوار”، وأردف: “هذه الثورة ادت الى تغير المفاهيم السياسية ونظرة الناس الى السياسيين، ما وضعهم أمام خيار من اثنين إما أن ينكفئوا وإما أن يعتبروا انفسهم غير معنيين بهذا الغضب خاصة الجدد”، مسلماً بأن الوضع الاقتصادي الرديء يجعل الناس تطالب النائب بالكثير، وفي ظل عجز الدولة عن تحقيق اي خدمات، يرى نفسه مرغماً على تلبية مطالبهم واحتياجاتهم وعلى الحلول مكان الدولة ليكسب رضى الجميع”. ويرفض النائب المعلوف إعتبار ما يقوم به، إن في ترميم الطريق الدولية او في مساعدة الناس في امور انسانية ومعيشية، رشوة انتخابية، كما يحاول البعض تفسيرها للرأي العام، وقال لـ” نداء الوطن” إن عمله هو واجب وطني لأن طريق ضهر البيدر يحصد ارواح البقاعيين بشكل يومي، ويعيق تنقلهم من بيروت الى البقاع وبالعكس، وكذلك طريق المدينة الصناعية التي تربط زحلة بالشرقي تحتاج الى ترميم، ما نقوم به هو لتخفيف الاعطال على آليات البقاعيين في ظل هذا الغلاء وارتفاع سعر الصرف”.