بعد الكلام عن تخزين ثلث مخزون المستلزمات الطبية لدى المستشفيات وتغاضيها عن وجوده في مستودعاتها، فتتمنّع عن استخدامه وتبتز المرضى، مشترطةً ذلك بحصولها على مستحقاتها، أو رفع الأسعار أضعافاً، نفى نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون “صحّة هذه الاتهامات”، مؤكداً أن “المستشفيات بالكاد قادرة على شراء المستلزمات التي تلبي حاجتها الضرورية، وبالتالي لم تكن قادرة على تخزين كميات إضافية، ولذلك أيضاً ستتأثّر كثيراً بقرار نقابة مستوردي المستلزمات والمعدّات الطبية بالتوقف عن تسليم البضائع”، موضحاً أن “المستشفيات مضطرة الى تخزين عدد من المستلزمات لديها، لكن لفترة محددة تتراوح ما بين أسبوعين وأربعة كحد أقصى، في المقابل أنواع معيّنة من المستلزمات لا يُحتفظ بها في المخزون وتُطلب عند الحاجة، خصوصاً تلك المستخدمة في العمليات الجراحية”.
التجهيز لمواجهة “كورونا”… آلاخر، ووسط بلوغ لبنان أسوأ مراحل تفشي فيروس “كورونا”، لم تعمل الجهات الرسمية على استغلال فترة تدني أعداد الإصابات لرسم خارطة طريق وتنفيذها بغية رفع جهوزية المستشفيات، في حين أن سلطتها على القطاع الخاص شبه معدومة. وكان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أكّد أمس أن “غالبية المستشفيات الخاصة لا تنخرط في المساعدة على تحقيق الهدف بل تعترض على استقبال مرضى “كورونا”، وذلك رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع النقابة والجهات الضامنة وبموافقة النقابة قبل بضعة أيام. فحتى اليوم، لم يزد أي مستشفى خاص من عدد أسرة العناية الفائقة”، لافتاً إلى أن “هناك خمسة عشر مستشفى حكومياً يستقبل حالات “كورونا” من أصل ثلاثة وثلاثين، في حين أن خمسة عشر مستشفى خاصاً يستقبلها من أصل مئة وثلاثين، وهذا يشكل خللا وتهربا من المسؤولية. فالمشكلة لا تتمثّل بتوفير أسرة عادية، بل أسرة عناية فائقة وهذا الأمر متاح بشكل أكثر سرعة في المستشفيات الخاصة القادرة على تأمين التجهيزات اللازمة. ليس لدينا ترف الوقت والمطلوب مشاركة مسؤولة من قبل كل المستشفيات لنجدة المواطن”.
وكشف هارون لـ “المركزية” أنه أجرى “الاتصالات اللازمة مع عدد كبير من المستشفيات، وفعلياً بعضها سيزيد عدد الأسرّة أو يفتح أقسام جديدة مخصصة لاستقبال مرضى “كورونا”، وحصلت على وعد من ستة مستشفيات أنها ستنتهي قريباً من تجهيز الأقسام. لدينا حالياً 300 سرير عادي نتمنى رفعها إلى 400 و100 للعناية الفائقة نبغى رفعها إلى 150”.
وبالنسبة إلى كون هذا العدد لا يزال قليلاً، أكّد أن “المستشفيات تحاول قدر الإمكان زيادة طاقتها الاستيعابية، ونتابع التطورات يومياً كي نتمكن من تأمين مكان لكلّ مريض، لكن لا يمكن أن ننتظر من كلّ المستشفيات أن تكون مفتوحة أمام المصابين، نظراً إلى كون الأمر يتطلب معايير هندسية محددة (مدخل ومصعد مختلف، تجهيز الغرف بضغط سلبي…) لا يمكن لأي مستشفى تأمينها، من هنا نعمل مع تلك المتمتعة بالإمكانيات اللازمة لتتجهز، على أمل أن نحصل على التجاوب المطلوب في أسرع وقت ممكن”. كما تواجه المستشفيات أزمة مادية، وهذا ما يعرقل عمليات التجهيز الباهظة الكلفة والتي تتطلب fresh money، في حين أن الجهات الضامنة لا تسدد مستحقات المستشفيات وإذا فعلت فتبقى أموالها محجوزة في المصارف”.
وختم هارون “المستشفيات توضع تحت ضغط معنوي وكأنها تقصر في واجباتها، هذا الاتهام غير صحيح، ولا يمكن تحميلها أكثر من قدرتها. نبذل قصارى جهدنا للمساعدة إلا أننا نتخوّف أن يصبح الموضوع أكبر من المستشفيات الخاصة والحكومية على حدّ سواء”.