كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم“:
ما هي المساحة التي يُمكنها أن تبقى لثوار انتفاضة 17 تشرين الأول في الشارع، إذا نفّذت الإتحادات والنقابات ما تلوّح به من نزول إليه (الشارع)، احتجاجاً على قرار رفع الدعم عن السلع الأساسية؟ وماذا عن اختلاط حابل العناوين المعيشية والإجتماعية والإقتصادية، بنابل السياسة، والتضارُب المُحتمَل على هذا المستوى في ما لو قرّر ثوار 17 تشرين الأول أن ينزلوا الى الشارع هم أيضاً، في وقت قريب، وعلى نطاق واسع، خصوصاً أن كثيراً من تلك الإتحادات والنّقابات متّهمَة بالعمل، سياسياً؟
هنا لا نتحدّث عن فوضى أمنية، بل عن اختلاط غير صحي بين عناوين كثيرة، بمنطلقات مختلفة، تُغرق التغيير السياسي المطلوب، الذي أدى الى تفجير انتفاضة 17 تشرين الأول في الأساس. فالتغيير السياسي هو الذي يُمكنه أن يقود الى التغيير المعيشي والإقتصادي والمالي المنشود.
الأسمر
أشار رئيس “الإتحاد العمالي العام” بشارة الأسمر الى أن “الإتهام السياسي في لبنان سهل جدّاً، وهو فعّال بسبب غياب المحاسبة”.
وسأل في حديث الى وكالة “أخبار اليوم”: “هل ان النزول الى الشارع دفاعاً عن العناوين المعيشية يعني كبسة زر سياسية؟ أما كانوا اتّهمونا بأننا نُدار سياسياً لو قررنا عدم التحرّك؟”.
وقال:”لنقُل الأمور كما هي، وبلا قفازات. يتّهم البعض “الإتحاد العمالي العام” بأنه يتبع توجُّهات رئيس مجلس النواب نبيه بري. ونحن نجيبهم، إذا كانت توجُّهات الرئيس بري تقوم على الدفاع عن المظلومين والمحرومين والمنكوبين من جراء الأزمات، هل نمتنع نحن عن التحرك؟ هذه اتّهامات مردودة لأصحابها”.
واعتبر “أننا المؤسّسة الأكثر تمثيلاً، والتي تجمع كل شرائح الوطن. فهل ان تحرّكنا لدعم المستشفيات الحكومية هو تحرك سياسي؟ أو دعمنا للمصروفين من مؤسّسات، ومطالبتنا بتعويضات لهم؟ أو دفاعنا عن المياومين؟ أو طرحنا الحلول لحماية الضمان الإجتماعي؟ وغيرها من الأمور. فهل هذه كلّها تحركات سياسية؟”.
جريصاتي
ومن جهته، اعتبر الناشط في انتفاضة 17 تشرين الأول، تيمور جريصاتي، أن “أكثرية النقابات في لبنان مسيَّسَة، وليس كلّها. ولكن غير المسيَّسَة ربما يُمكننا عدّها على عدد أصابع اليد الواحدة. وهنا يبرز دور الثوار على الأرض في الانتباه، وغربَلَة من يدخلون صفوفهم”.
وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أن “انتفاضة 17 تشرين الأول هي بأمسّ الحاجة الى مساعدة من كل جهة أو شخصية صاحبة كفّ نظيف. ولذلك، نحن لا نرفض الجميع، ولا نعمّم كلامنا عندما نتحدّث عن وجود فساد في البلد”.
ودعا “الثوار الى التدقيق لمعرفة من هم أصحاب أيادٍ بيضاء، للعمل معهم. فمن يرغب بالتعبير عن رأيه في الشارع، من خارج الإنتماء السياسي والحزبي التابع للفئات التي حكمت البلد منذ 30 عاماً، وحتى اليوم، هو مرحَّب به. أما من يريد دسّ السموم السياسية والحزبية في صُلب المطالب الإجتماعية والمعيشية لثوار 17 تشرين الأول، فهو مرفوض بالكامل”.
وختم:”أرى أنه يجب الإنتقال من مرحلة ثورة الأرض حصراً، والتي هي مهمّة كأداة ضغط على السلطة، الى مرحلة الإعتماد على الأرض بمعيّة العمل السياسي والنقابي، وعلى مستوى الإنتخابات في الجامعات، وهو ما سيزيد الوعي والتضامن الشعبي، فنشبك الأيدي معاً لنصل الى الأهداف التي نطمح إليها على مستوى الوطن”.